مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قرباناً آلهة

منذ 2018-10-11

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

{فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً} :

مهما طالت مهلة الله بالمستكبر المعاند المصر على عداء الله فالهلاك محقق , وعلى كل إنسان أن يتخير إما سبيل السلامة أو سبيل الهلاك , وتلك سنة الله في المكذبين وما حال الأمم السابقة ببعيد , بل وما نهايات الطغاة في كل عصر عنا ببعيد .

 فهل أغنت عنهم الأهواء والأوثان والشهوات المعبودة من دون الله؟ بل تخلت عنهم حتى قواهم وأجسادهم التي عصوا الله بها وقت حاجتهم إياها , فالمتبوع سيتبرأ من تابعيه والجسد سيهن ويضعف والشهوة ستضمحل ولا يتبقى سوى الجزاء.

قال تعالى:

  {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }  [الأحقاف 27-28]

قال السعدي في تفسيره:

يحذر تعالى مشركي العرب وغيرهم بإهلاك الأمم المكذبين الذين هم حول ديارهم، بل كثير منهم في جزيرة العرب كعاد وثمود ونحوهم وأن الله تعالى صرف لهم الآيات أي: نوعها من كل وجه، { {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} } عماهم عليه من الكفر والتكذيب.

فلما لم يؤمنوا أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ولم تنفعهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء ولهذا قال هنا: { {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً} } أي: يتقربون إليهم ويتألهونهم لرجاء نفعهم.

{ {بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ } } فلم يجيبوهم ولا دفعوا عنهم، { {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} } من الكذب الذي يمنون به أنفسهم حيث يزعمون أنهم على الحق وأن أعمالهم ستنفعهم فضلت وبطلت.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
قلتم ما ندري ما الساعة
المقال التالي
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ