وظيفة العقل بين العلم التجريبي والشرعي وإسهامه في العلم المتكامل!
وهنا تظهر وظيفة العقل فالعقل وظيفته لا علاقة لها بقبول أو رفض قياسات المعمل (وحي الأرض) أو قبول أو رفض وحي السماء، بل العقل السليم مرغم على تقبل كلا الوحيين
وحي السماء ووحي الأرض! لا ينتبه أغلب الناس أن المعلومات التي يمكن قياسها في تجارب المعمل التي نحن مأمورون بتحصيلها (*) هي وحي من الله أيضا! لكن عن طريق تجارب المعمل، وأطلق مصطلح "وحي الأرض" على هذه القياسات المعملية! فمعلومات التجارب هي من لدن الله تعالى، ولا يمكننا تبديلها أو تغييرها بشرط كون عملية القياس سليمة.
تلك المعلومات -التي يمكن قياسها- هي إذًا كالذكر الذي يحفظه الله، فثبات هذه المعلومات المعملية معتمدة على ثبات قوانين الكون، وقوانين الكون لا يمسكها من التغير والتبدل إلا الله: {إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } ﴿ [فاطر: ٤١] ﴾) العلم التجريبي والعلم الشرعي
إن العلم المادي ينقسم إلى ما هو قياسات ونظريات والنظريات تنقسم إلى نظريات ترقى لدرجة الحقائق ونظريات ظنية، والعلم الشرعي ينقسم إلى وحي وتأويلات والتأويلات تنقسم إلى تأويلات ترقى إلى درجة الحقائق وتأويلات ظنية. وعلى هذا الأسس يكون تحديد مهمة العقل!
وهنا تظهر وظيفة العقل فالعقل وظيفته لا علاقة لها بقبول أو رفض قياسات المعمل (وحي الأرض) أو قبول أو رفض وحي السماء، بل العقل السليم مرغم على تقبل كلا الوحيين إن تيقن من أنهما جاءا من مصدرهما دون تحريف أو تغيير!! فمن وظائفه إذًا التأكد من صحة عملية القياس ثم التنظير لها (وضع النظريات أو النماذج التي تصفها)، والتأكد من صحة نسبة معلومات وحي السماء إلى السماء والتأويل له والعمل -بعد العلم- بها. العلم المتكامل الشامل للعلمين التجريبي والشرعي:
ثم يأتي جزء آخر من وظيفة العقل وهو المقارنة والمقاربة والجمع بين العلم التجريبي بحقائقه وظنياته والعلم الشرعي بحقائقه وظنياته... والاستئناس بكل منهما في فهم الآخر. [...] وعلى الجانب الآخر فالعلم المادي يمكننا أحيانا من فهم القرآن فهما أفضل بالنسبة للعصر الذي نحياه حاليا (التفسير العلمي).
(*) " {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّـهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} " ﴿العنكبوت: ٢٠﴾
والله أعلم أحمد كمال قاسم
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: