لا سبيل إلى الله إلا هذه!
ملامستها مع العلو عليها والسمو فوقها لا بالالتصاق بها والتمرغ في أوحالها! فلا تعمير للأرض إلا بإعمال كل من الفكر والجوارح
وكأن في حقيقة كون العبد أقرب ما يكون إلى ربه في السجود إشارة أنه لا طريق إلى السماء إلا من خلال ملامسة هذه الأرض التي ترمز لهذه الدنيا! ملامستها برأسك التي هي رمز إعمال فكرك فيها، ملامستها بأوصالك التي هي رمز إعمال جوارحك فيها، ملامستها مع العلو عليها والسمو فوقها لا بالالتصاق بها والتمرغ في أوحالها! فلا تعمير للأرض إلا بإعمال كل من الفكر والجوارح فيها، ببذل كل من الجهد الفكري والجسدي فيها، وذلك دون الالتصاق بها والخلود إليها، ودون نسيان أن هذه "الملامسة السامية" هي السبيل الوحيدة للتقرب إلى الله! فأنت تعبد الله أثناءها، تعبده كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، تعبده بإحسان كل عمل تقوم به في هذه الحياة وإتقانه، تعبده وضميرك يراقبك من خلال إدراكك لمراقبة الله لك!
فكل محاولة لتحييد الدنيا وتركها - توهما منك أن هذا هو طريق السماء - وكل غوص في أوحال الأرض ونسيان السماء، كلٌ من هذين النقيضين هو قطع للأسباب التي توصلك وتجذبك إلى رضا الله وجنته!
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: