بيان من رابطة العلماء السوريين إلى شباب سورية الأحرار في التزام سلمية الثورة

منذ 2011-06-25

أيها الشباب الأحرار والثوار الأطهار: ثقوا بنصر الله لكم، فقد قال ربناُّ تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ}، ونقول لمن اعتدى على شعبه من الظالمين بأن العاقبة وخيمة: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون}.



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهِ، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبهِ ومَن والاه، وبعد:

يبدي العلماء السوريون قلقهم البالغ على الوطن السوري في ظل ما يجري فيه منذُ نحو ثلاثة أشهر من سياسات منهجية يتخذها النظام السوري ضد متظاهري الحرية العُزل، ونجدد دعمنا وتأييدنا لهم، كما نؤكد مجددًا على شرعية مطالبهم وتحركاتهم، ونود التأكيد على ما يلي:

· ندعو الشباب الثائر إلى الاستمرار في التظاهر السلمي؛ لأن طغيان النظام السوري قد جاوز كل ما يمكن أن يتصوره عقل، أو تقبل به إنسانية كريمة، و النصر قريب منكم بإذن الله، ونبشر الشبان الثائرين بأنّ سُنَنَ الله الكونيّة قَضت بإهلاك الطُغاة الظالمين: { وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا } [الكهف:59]، وأنهم كلما أمعنوا في طغيانهم قَربت ساعتهم.


· ندعو كلّ المترددين والمتفرجين والخائفين من شعبنا السوري أن ينتفضوا سلميًّا ضد نظام الطغيان، خاصةً وهم يشاهدون الصور الفظيعة للقتل والتعذيب والإجرام بحق إخوانهم من السوريين من شبان وشيب وأطفال؛ فإن الأخذ على يد الظالم والوقوف في وجه الطغيان والجبروت واجب شرعي على كل قادر، ومن أهون صور الأخذ على يد الظالم وأبلغها أثرًا في زماننا هذا التظاهر السلمي لنصل بعدها إلى العصيان المدني الذي يعم البلاد ويَشل قدرة الطغاة حتى تستعيد الأمة السورية ولايتها على نفسها.


· نؤكد على معنى ديني عظيم، وهو أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، والتظاهر السلمي اليوم والتعبير عن رفض سفك الدماء وتعذيب الأطفال من أفضل الجهاد اليوم.

· لا يزال يلح النظام السوري وزبانيته وأدواته على ترديد مزاعم حول وجود "عصابات مسلحة" ليجد الغطاء الأخلاقي الواهي لعملياته الوحشية ضد المدنيين، وقد رأينا من قبل كيف قام تلفزيون النظام بتصوير بعض من قال إنهم "عصابات مسلحة"، بدل أن يُمسك بهم!! وهو في كل يوم يصر على أن يكون هو الخصم والحكم، وهو مصدر الحقيقة المطلقة، وهذا فعل المتألهين!


· قد تدفع بشاعة هذه الأحداث وتوحش النظام ضد المتظاهرين السلميين بعض المتحمسين من الشباب أو العشائر أو غيرهم إلى الدفاع عن النفس بالسلاح، ولكن نناشد جميع أبناء شعبنا عدم حمل السلاح في هذه الظروف للمصلحة العامة التي يراها أهل العلم والخبرة، لأن النظام يضغط من أجل استدراج الناس إلى حمل السلاح ليسهل مهمته ويجد ما يسوغ به عملياته الوحشية أمام العالم. فندعو الجميع إلى ضبط النفس والاستمرار بالتظاهر السلمي.


· إن حدَّ دماء الشهداء في ثورتهم السلمية أكثر مضاءًا وأشد قطعًا في عنق النظام من حمل السلاح، وإنما النصر مع الصبر، والوقت عنصر من عناصر النجاح فهو يعمل في صالح الثورة لا في صالح النظام.

· نؤكد أن من اعتُدي عليه بإطلاق الرصاص، فإنه شهيد عند الله، وأما القاتل فنبشِّره بخزي الدنيا وعذاب الآخرة: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء:93].

· نحذر النظام السوري من أن سياساته الحالية الوحشية تدفع باتجاه التدخل الدولي، ونحذره من عواقب ذلك؛ لأنه سيودي بالبلاد والعباد، وسيحكم التاريخ عليه حكمًا قاسيًا ويلعن فاعليه ومتسببيه. ونؤكد رفضنا لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.


أيها الشباب الأحرار والثوار الأطهار: ثقوا بنصر الله لكم، فقد قال ربُّ العِزَّة والجلال: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ} [الرُّوم:47]، ونقول لمن اعتدى على شعبه من الظالمين، بأن العاقبة وخيمة: { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء:227].

اللهم ارحم الشهداء، واشف الجرحى، وفرج عن المعتقلين، واكتب النصر للأحرار، وعجل بالنصر لشعبنا السوري الحر الأبي . حفظكم الله وحفظ أهلنا في سوريا.


الأمانة العامة لرابطة العلماء السوريين
11-6-2011 م