نقطة ضعف

يولد ابن آدم والضعف ملازم له ، لا يستطيع أن ينفك عنه بحال ، ولا أن يتخلص منه بالكلية ، لأنه من أصل الخلق ، وطبيعة التركيب ، كما قال سبحانه ( {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} )

ولا يكاد يوجد صغير أو كبير ، حقير أو عظيم - ما خلا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم- إلا ولديه نقطة ضعف ما ، وربما نقاط كثيرة ، تلح عليه الفينة بعد الفينة ، ومنها أكثر بلائه ومعظم معاصيه ،وقد قال صلى الله عليه وسلم " «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا ، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسيا ، إذا ذكر ذكر» »

ويتفاوت الناس في نقاط ضعفهم :-
- فمنهم من نقطة ضعفه المال ، يسيل له لعابه وينسى معه قيمه وأخلاقه .
- ومنهم من نقطة ضعفه لسانه ، فهو يعف عن أكل الحرام الحسي، لكنه يرتع في غيبة الناس ، وينهش أعراضهم بحجج واهية .
- ومنهم من نقطة ضعفه النساء ، فهو لا يقوى على فتنهن ، ويفقد عقله ووقاره أمامهن. 
- ومنهم من نقطة ضعفه الشهرة وحب الصيت ، فهو عاشق للأضواء ، مولع بالجماهير ، لا يصبر على الخمول ، ويحب دائما أن يكون مذكورا يشار إليه بالأصابع في كل مكان .
-ومنهم من نقطة ضعفه غضبه ، فهو نعم الرجل إذا لم يغضب فإذا غضب نسي كل شيء ، ولم يدر ما خرج من لسانه ، أو ما تفعله يداه .

وخلاصة ما أريده لنفسي ولك :-

- أن تبحث بصدق عن نقطة ضعفك فتعالجها ، فإذا أنت قد تخلصت من معظم ذنوبك وجل آفاتك .
- كما أن عليك ألا تذوب في كبير أو عظيم أو شيخ أو جماعة وتقلده على طول الخط فكلهم أصحاب ضعف وأرباب ذنوب ، لهم هنات ، وعندهم سقطات ، فخذ أحسن ما عندهم ودع ما سوى ذلك ، وعاملهم على أنهم بشر ، يدلونك على الخير ويعيننوك عليه ، لكنهم لا يحتكرون الحق والصواب ، ولا يملكون مفاتح خزائن رحمة الله .

وإذا رأيت عظيما أو كبيرا قد زل زلة ، أو نكص على عقبيه ، فلا تتألمن كثيراً ، ولا تفتنن بمسلكه ، فهو ليس بأول ولا آخر من زل ، وإذا كنت مقتديا فاقتد بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتن ، ولا يسلم من نقطة ضعف هي سبب بلائه ومكمن إشكالاته ، والكل غير معصوم إلا المصطفى صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء والمرسلين .