دعاء سجود التلاوة

منذ 2019-03-17

من لم يحفظ أحد الدعاءين السابقين يجوز له أن يقول سبحان ربي الأعلى (ثلاثاً) أو يدعو بما يشاء من أدعية السجود.

 

يقول المصلي أحد الأدعية الواردة في الأحاديث التالية في سجود القرآن، وله أن يقول أكثر من دعاء:

1- عن عائشةَ رضي اللَّه عنْها قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ: " «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ» " ( [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، ورواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني] ). وفي رواية الحاكم في المستدرك على الصحيحين بزيادة: "فتبارك الله أحسن الخالقين ".

2- عن عبد الله بن عباس رضى الله عنه جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: «يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُني اللَّيلةَ وأَنا نائمٌ كأنِّي كنتُ أصلِّي خَلفَ شجرةٍ، فسجَدتُ فسجَدَتِ الشَّجرةُ لسجودي، وسَمِعْتُها وَهيَ تقولُ: " اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وتقبَّلها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ "، قالَ ابنُ عبَّاسٍ فقرأَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سجدةً ثمَّ سجَدَ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: فسَمِعْتُهُ وَهوَ يقولُ مثلَ ما أخبرَهُ الرَّجلُ عن قولِ الشَّجرةِ» . ( [رواه الترمذي وحسنه الألباني] ).

ملاحظات:

1- من لم يحفظ أحد الدعاءين السابقين يجوز له أن يقول سبحان ربي الأعلى (ثلاثاً) أو يدعو بما يشاء من أدعية السجود. قال الإمام أبو داود رحمه الله: "سمِعْتُ أَحْمَدَ -يقصد الإمام أحمد بن حنبل-سُئِلَ عَمَّا يَقُولُ الرَّجُلُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: "أَمَّا أَنَا، فَأَقُولُ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى".

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " يقال في سجود التلاوة، ما يقال في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى... ".

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " سجود التلاوة كغيره من السجود، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين نزل قوله تعالى: ﴿  {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى } ﴾ "اجعلوها في سجودكم" على ما في هذا الحديث من مقال بين أهل العلم. وعليه فنقول: إذا سجد الإنسان للتلاوة فيقول: " {سبحان ربي الأعلى} "، " «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي» "، " «اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته» "، "اللهم اكتب لي بها أجراً وحط عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"، وإن دعا الإنسان بغير ذلك إذا لم يكن حافظاً له فلا حرج ".

2- سجود التلاوة سنة وليس واجب، وإذا لم يسجد القارئ سجود التلاوةفلا يصح الإتيان بالتسبيح أو شيء من الأذكار بدلاً منه، بل هذا من البدع المحدثة التي ينبغي النهي عنها. فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » "(متفق عليه).

وَسُئِلَ ابن حجر رحمه الله عن قول بعضهم: ( {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَك رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ} ) عِنْدَ تَرْكِ السُّجُودِ لِآيَةِ السَّجْدَةِ لِحَدَثٍ أَوْ عَجْزٍ عَنْ السُّجُودِ؟

فَأَجَابَ: " إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ. فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ".

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " إذا مر القارئ بآية سجدة، فإن كان في محل يمكنه فيه السجود فليسجد استحباباً، ولا يجب السجود على القول الراجح؛ لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد، ثم قرأها في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال: (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء) وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود؛ لأن ذلك بدعة، ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها، ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود".

محمد رفيق الشوبكي