البيان الثاني بشأن الأحداث في سوريا

منذ 2011-07-18

إن ما يتعرض له الشعب السوري على يد نظامه من التنكيل والإرهاب بالضرب والسجن والتعذيب والقتل والتمثيل بالأحياء والأموات، وإحراق المساجد والبيوت ونهب الأموال وانتهاك الأعراض، بل وقتل الجنود الذين يمتنعون عن قتل المدنيين الأبرياء..


الحمد لله و الصلاة والسلام على إمام المرسلين وآله وصحبه الغر الميامين، أما بعد:
فإن ما يتعرض له الشعب السوري على يد نظامه من التنكيل والإرهاب بالضرب والسجن والتعذيب والقتل والتمثيل بالأحياء والأموات، وإحراق المساجد والبيوت ونهب الأموال وانتهاك الأعراض، بل وقتل الجنود الذين يمتنعون عن قتل المدنيين الأبرياء.. كل ذلك بلا ذنب إلا أنهم طالبوا سلميا ببعض حقوقهم المشروعة من الحرية والكرامة ورفع المظالم.

إن هذا لمن أعظم الظلم الذي يجب الجهر بإنكاره، قال الله تعالى: { لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } [النساء:148]، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.. » (رواه مسلم)، ومن أشنع وأقبح الإثم والعدوان الذي حرّم الله معاونة أهله، بل أوجب مقاومته ورفعه، قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة:2] وهو إجرام لم تعهده الشعوب من حكامها الظلمة، بل ولا من أعدائها المعتدين عليها، فكيف يسع أحداً السكوت على ذلك وقد حرّم الله ما دونه على نفسه وجعله بين الناس محرما؟!

وإننا إذ نجدد موقفنا السابق بإدانة هذا الإجرام والاعتداء على الشعب السوري من خلال البيان الذي صدر بتاريخ 5/5/1432هـ ونؤكد على الأمور التالية:

1- إن النظام السوري الذي ركب متن حزب البعث ليخفي مرجعيته الباطنية، قد جمع بين كفر وحقد الباطنية والرافضة، وجرائم البعث، فهو فاقد للشرعية في دين الله وفي قوانين البشر.

2- إن هذا الحزب الفاسد قد الحق الأذى بكل من لم يكن خادما تابعا له، حتى ولو كان من طائفته، فيجب عدم تعميم جريرة النظام على أبناء الطائفة، كما يجب فضح مَن يقف في صفوف هذا الحزب، مهما كان انتماؤه العرقي والديني.

3- نؤكد على الطبيعة الدموية والإرهابية لهذا النظام منذ نشأته، ونذكر العالم بأن الجديد هو فضح هذا السلوك القمعي وتعريته أمام العالم في وسائل الإعلام الحديثة.

4- الغرب الصليبي والنظام الرافضي الصفوي كلاهما يدعم النظام السوري ويحميه، ونحن نطالب دول الغرب والشرق أن تكفّ عن حماية هذا النظام المستبد المرفوض شعبيا، وأن تتذكر أن مصالحها هي مع الشعب السوري وليس مع النظام المستبد الزائل.
ونذكر الأمة بأن النظام الرافضي الإيراني وأذنابه سيتخندقون مع النظام ضد الشعب، لأن علاقتهم به علاقة دين ومبدأ، ولن تتخلى إيران عن النظام السوري حتى يتخلى الغرب عن إسرائيل.

5- إن قضية الشعب السوري قضية عادلة فهي منصورة بإذن الله وفق سنته: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } [الحج:39] ولا يزال أمرهم في ظهور حتى يتم الله نعمته عليهم إذا صبروا وأحسنوا، أما النظام الطائفي فقد أعذر الله إليه وأمهله فبغى وأسرف، فهذا أوان هوانه بإذن الله: { وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج:18]. ونحن على يقين أن أحدا لن ينقذه من بأس الله.

6- وعليه فإننا ندعو جميع المترددين والمتفرجين داخل الوطن السوري وخارجه أن ينحازوا إلى الشعب السوري وينصروه فقد أقبل أمره واتّجه، وأن ينفضوا أيديهم من النظام الذي ولّى وأدبر، وهو ساقط من عين الله بما ظلم وكفر وأجرم، وعلى المترددين أن يعتبروا بأنظمة كانت دونه في الظلم كيف أذلهم الله، وشعوبٍ ليست أكثر شجاعة من الشعب السوري كيف انتزعوا حقوقهم.


وانطلاقا مما سبق وتأسيسا عليه فإننا نتوجه بندائنا ومناشدتنا -نُصرَةً ونُصحاَ- إلى كل أطراف الشأن السوري.


وإلى كل من يهمه أمر هذا الشعب فنقول:

1- على علماء سوريا في الداخل والخارج مسئولية جسيمة في تأييد مطالب الشعب، وحماية ثورته من الانحراف أو سرقة الأهداف، ونناشد علماء السلطة السورية أن يتقوا الله في أنفسهم ويصدعوا بكلمة الحق، وألا يكونوا عونا للظالمين، فهم أعرف الناس بفساد نظامهم وكفره ومظالمه.

2- نذكّر الشعب السوري بأهمية الالتفاف حول المخلصين من العلماء والمصلحين، وأن يحذر كل الحذر من استغلال الأعداء لهذه الظروف في تحقيق أهدافه الفاسدة، فلن ينقذ بلاد الشام ويحفظها بعد الله إلا شعبها الصامد، وعلى القادرين من التجار وشيوخ العشائر أن يجاهدوا بأموالهم وجاههم في مصلحة الشعب.

3- إن الشعوب والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني في كل بلد مدعوّة للوقوف مع الشعب السوري ماديا وإعلاميا وحقوقيا، والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف تعبر عنهم.
ونعبّر عن عميق أسفنا ودهشتنا من غياب المنظمات والحكومات العربية والإسلامية وصمتها عن قول كلمة حق في أبشع مجزرة يرتكبها نظام معادٍ لشعبه ولوسطه العربي والإسلامي! ونحذر من أن هذا الصمت يعطي الذريعة لكراهيتها.

4- نؤكد دعمنا وشكرنا لموقف تركيا حكومة وشعبا من مأساة إخوانهم في سوريا، ونأمل أن تكون مواقف الحكومة التركية بعد الانتخابات أكثر وضوحا وقوّة وحسما، ونطالب جيران سوريا أن يحذوا حذوها، ونحذر الحكومة اللبنانية أن تتخلى عن واجبها تحت ضغوط حزب الله والنظام السوري.

5- نناشدكم أفراد الجيش والأمن أن تكفوا عن قتل الشعب، المطالب بحقوقكم المضحِّي من أجلكم، واعلموا أن انحيازكم للشعب سينقذ الجميع من الظلم، وانظروا كيف كان انحياز الجيش التونسي والمصري للشعب سببا في حقن الدماء واختصار معاناة الناس.
وعلى النظام السوري التنحي فورا ومنع كافة الانتهاكات وصور القمع وتزييف الحقائق، وأن يُسَلّم السلطة للشعب الذي قال فيه كلمته.

6- وأخيرا أيها الشعب السوري المرابط: أبشروا فإن إجماع الناس منعقد على شرف مواجهتكم ومشروعية جهادكم السلمي، ويكفيكم هذا شرفا.. فهنيئا لمن يقتل منكم صابرا محتسبا.. { وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [النساء: 104] ولا تستطيلوا الطريق فإنكم من النصر قاب قوسين أو أدني، وجاهدوا عدوكم بالصبر، واهزموه باجتماع الكلمة { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [يوسف:21].


اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان وانصر إخواننا في بلاد الشام على القوم الظالمين، واجمع كلمتهم على الحق، وسدد رأيهم واحقن دماءهم وارحم موتاهم واشف مرضاهم وفك أسراهم واخذل عدوهم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الخميس 13 شعبان 1432هـ

أسماء الموقعين على بيان سوريا 1432هـ

1- فضيلة الشيخ/ د. محمد بن ناصر السحيباني، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً
2- فضيلة الشيخ/ د. عبدالعزيز بن عبدالمحسن التركي، المحامي والمستشار
3- فضيلة الشيخ/ أحمد بن عبدالله آل شيبان العسيري، مستشار تربوي
4- فضيلة الشيخ/ د. أحمد بن عبدالله الزهراني، عميد كلية القرآن بالجامعة الإسلامية سابقاً
5- فضيلة الشيخ/ د. خالد بن عبدالرحمن العجيمي، أستاذ جامعي سابق
6- فضيلة الشيخ/ د. وليد بن عثمان الرشودي، جامعة الملك سعود
7- فضيلة الشيخ/ د. محمد بن سليمان المسعود، القاضي بالمحكمة الشرعية
8- فضيلة الشيخ/ بدر بن ابراهيم الرجحي، القاضي بالمحكمة العامة بمكة
9- فضيلة الشيخ/ محمد بن عبدالعزيز الخضيري، جامعة الملك سعود
10- فضيلة الشيخ/ عبدالله بن ناصر السليمان، المفتش القضائي بوزارة العدل
11- فضيلة الشيخ/ د. عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف، أستاذ مشارك بجامعة الإمام
12- فضيلة الشيخ/ د. مسفر بن عبد الله البواردي، عضو المجلس البلدي بمدينة الرياض
13- فضيلة الشيخ/ حمود بن ظافر الشهري، مشرف تربوي
14- فضيلة الشيخ/ د. ناصر بن محمد الأحمد، الداعية الإسلامي
15- فضيلة الشيخ/ علي ين إبراهيم المحيش، رئيس كتابة عدل الأحساء المتقاعد
16- فضيلة الشيخ/د. ناصر بن يحيى الحنيني، المشرف العام على مركز الفكر المعاصر
17- فضيلة الشيخ/د. عبدالله بن ناصر الصبيح، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
18- فضيلة الشيخ/ د. حسن بن صالح الحميد. جامعة القصيم
19- فضيلة الشيخ/ مبارك بن يوسف الخاطر، قاضي محكمة دوس
20- فضيلة الشيخ/ د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي، رئيس مركز التأصيل للدراسات والبحوث
21- فضيلة الشيخ/ د. محمد بن سليمان البراك الأستاذ المشارك بكلية الدعوة وأصول الدين - جامعة أم القرى
22- فضيلة الشيخ/ د. عبد الله بن عمر الدميجي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
23- فضيلة الشيخ/ د. محمد بن عبدالله الهبدان عضو رابطة علماء المسلمين.
24- فضيلة الشيخ/ سعد بن علي العمري، عضو دعوة في عسير
25- فضيلة الشيخ/ علي بن يحيى بن عبدالله، مشرف تربوي
26- فضيلة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله المبدل، أستاذ مساعد في جامعة الملك سعود
27- فضيلة الشيخ/ إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، المشرف العام على موقع المختصر
28- فضيلة الشيخ/ عبدالله بن علي الغامدي، أمين لجنة الشباب بالطائف سابقاً
29- فضيلة الشيخ/ أحمد بن أحمد ضبعان، الداعية الإسلامي
30- فضيلة الشيخ/ حسين بن محمد شامر، إمام وخطيب جامع الإمام مسلم
31- فضيلة الشيخ/ أحمد بن حربان المالكي، تعليم عسير
32- فضيلة الشيخ/ محمود بن إبراهيم الزهراني، الداعية الإسلامي
33- فضيلة الشيخ/ د. موفق بن عبدالله كدسة، أستاذ مساعد
34- فضيلة الشيخ/ د. عبد اللطيف بن عبد الله الوابل، أستاذ مساعد بجامعة الملك سعود

 

المصدر: موقع الدرر السنية