لإيلاف قريش!
وأن التوحيد الخالص هو ألا نعبد إلا المصدر الحقيقي للنعمة والخالق الحقيقي لأسباب كل شيء ( {فليعبدوا رب هذا البيت}
سورة قريش لها معنى جليل يغفل عنه معظم الناس وهو أن أننا في الغالب نألف النعمة (إيلافهم رحلة الشتاء والصيف) ونتعلق بها وننسى أن مصدرها الحقيقي هو الله، وأن ما نتوهمها أسبابا ليست هي الأسباب الحقيقية بل الله هو الفاعل والمسبب الأول والآخر لكل شيء، لكن معظمنا في الغالب يتحول عن شكر وعبادة صاحب النعم والمسبب الحقيقي وهو - الله تعالى - إلى شكر الأسباب التي سخرها الله لنا كي نستطيع التعامل مع هذا الكون، وإشراكها في عبادة الله!
وأن التوحيد الخالص هو ألا نعبد إلا المصدر الحقيقي للنعمة والخالق الحقيقي لأسباب كل شيء ( {فليعبدوا رب هذا البيت} ، الذي - بمعنى القصر - { أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} ). فلا تتوهموا يا قريش أن السياحة والتجارة اللتين توفرتا في رحلتي الشتاء والصيف هما السبب الحقيقي للشبع والأمن، لكن الله هو المسبب الحقيقي، وهو من يستحق إفراده بالشكر والعبادة. . آيات أخرى تدور حول نفس المعنى :
1- من سورة الواقعة ﴿ {أَفَرَأَيتُم ما تُمنونَأَأَنتُم تَخلُقونَهُ أَم نَحنُ الخالِقونَنَحنُ قَدَّرنا بَينَكُمُ المَوتَ وَما نَحنُ بِمَسبوقينَعَلى أَن نُبَدِّلَ أَمثالَكُم وَنُنشِئَكُم في ما لا تَعلَمونَوَلَقَد عَلِمتُمُ النَّشأَةَ الأولى فَلَولا تَذَكَّرونَأَفَرَأَيتُم ما تَحرُثونَأَأَنتُم تَزرَعونَهُ أَم نَحنُ الزّارِعونَلَو نَشاءُ لَجَعَلناهُ حُطامًا فَظَلتُم تَفَكَّهونَإِنّا لَمُغرَمونَبَل نَحنُ مَحرومونَأَفَرَأَيتُمُ الماءَ الَّذي تَشرَبونَأَأَنتُم أَنزَلتُموهُ مِنَ المُزنِ أَم نَحنُ المُنزِلونَلَو نَشاءُ جَعَلناهُ أُجاجًا فَلَولا تَشكُرونَأَفَرَأَيتُمُ النّارَ الَّتي تورونَأَأَنتُم أَنشَأتُم شَجَرَتَها أَم نَحنُ المُنشِئونَنَحنُ جَعَلناها تَذكِرَةً وَمَتاعًا لِلمُقوينَفَسَبِّح بِاسمِ رَبِّكَ العَظيمِ} ﴾ [الواقعة: ٥٨-٧٤]
2- من سورة عبس ﴿ {فَليَنظُرِ الإِنسانُ إِلى طَعامِهِأَنّا صَبَبنَا الماءَ صَبًّاثُمَّ شَقَقنَا الأَرضَ شَقًّافَأَنبَتنا فيها حَبًّاوَعِنَبًا وَقَضبًاوَزَيتونًا وَنَخلًاوَحَدائِقَ غُلبًاوَفاكِهَةً وَأَبًّامَتاعًا لَكُم وَلِأَنعامِكُم} ﴾ [عبس: ٢٤-٣٢] . فتأمل ...
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: