غيّر مسجدك في رمضان...!
وليكن كل ذلك الجهد التجديدي، في شكل أخلاقي لطيف رفيق، بلا شدة او تهديد وإرعاب، فالله يحب الرفق في الأمر كله، وحتى (الرمضانيون)، يرحب بهم ويحتفى، لكسبهم وتحويلهم الى منائر خير
انعقاد الهم والاهتمام برمضان، يحمل على نفض المسجد نفضا دعويا آسرا، يجذب الناس، فيرفع إمام المسجد الموفق راية الحزم، ويُشَمِّر عن ساعديه، عملا وجدا وتفكيرا،،، ماذا عساه أن يقدم لجماعة المسجد..... ؟!
اجعل منه تحفةً فنيةً رائعة...!
وميلادا جديدا للعبادة،،،!
واحتفالية روحية رائقة ...!
وثورةً على البالي والقديم والركود والكسل...! ومسرحاً جماعيا متلألئا، بشموع الحب والوفاء...
يولد المسجدُ في رمْضان عهدا//فانطلق أفياءه مجدا وجدا
لا تغادرْه فمن اهملَه// ذلّ في قمصانِه هُونا وكدا
إنما الصومُ لنا موعظةٌ// فاهتبل أوقاته سبقاً وجهدا
اجعله يعمر بالجود الدعوي والخيري والإيماني....!(( وكان أجود ما يكون في رمضان ))
كما تُغير فرشَه وإذاعته، فغيّر دعوتك، وجدّد من حضورك، واغمرهم بمجالس الإيمان والصلاح...(( {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات} )) [سورة الأنبياء] .
هنأ الجميع، وعش معهم، وجدد أساليبك ....! وليكن لك دروس مسرودة، وكلمات معهودة، وحلق محفوظة...! سائلا المولى الإخلاص في ذاك كله..
وهنا بعض الأفكار العملية للتغيير منها :
١/ لوحة حائطية براقة او بنر لامع عن الشهر وفضائله .
٢/ درسك العصري المستديم بصوت بين رهيف، وكلمتك التراويحية الماتعة المنوعة.(( {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } )) [سورة الذاريات ] .
٣/ لجنة دعوية واُخرى خيرية، لتفعيل المسجد .(( {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله} ...)) [سورة فصلت] .
٤/ تهنئة الجميع في كلمة أخوية روحية وهاجة.(( إن هذا الشهر قد حضركم ))
٥/ زيارة بعض أهل الحي، لا سيما من يؤخذ عليه، وتهنئته وتشجيعه.
٦/ فكرة إفطار جماعي، يضم الحي، ويؤلف بينهم، ويدني صِلاتهم ، ولو تيسر فطور يومي للعمال وعابري السبيل فهو حسن وأطيب، لتحقيق نظرية الجسد الواحد المتراحم.
٧/ صناعة حلقة قرآنية للأطفال عصرا، بالتنسيق مع جمعيات القرآن، لا سيما في الأحياء المكتظة بالشباب. قال عليه الصلاة والسلام : (( «خيركم من تعلم القرآن وعلمه » )).
٨/ تهيئة مصلى النساء، وتنويره وتنظيفه، واستثمار فرصة وجودهم في المسجد، بالمواعظ اللينة، والقصص المؤثرة .(( «النساء شقائق الرجال» ))
٩/ مسابقة معلنة للحي واُخرى للنساء عبر لجنة متعهدة تتصل بالداعمين،او مكتب تعاوني نشط، وتعلن من الأسبوع الأول في الشهر، وقد أثبتت التجارب جماليتها وآثارها الزاكية على سكان الحي .(( «إنما العلم بالتعلم» )).
١٠/ إعداد حقائب رمضانية دعوية، تُهدى للبعض وللأطفال المثابرين، ومن ينظف المسجد وهلم جرا...!(( « تهادوا تحابوا » )).
١١/ أو فكرة السؤال اليومي المتتابع، وبجائزة متواضعة، مع المغرب، او التراويح، وهي نافعة مجربة، وليكن حول رمضان والهدي النبوي .
١٢/ استضافة دعاة وكلمات للشهر، لا تقل عن أربع استضافات، يتحدثون عن رمضان، ويشعلون الهمم للترحيب به والجد له، ولترتب من قبل مبدأ الشهر .
وفي التنويع خير لسكان الحي.( فزامر الحي لا يطرب ).
١٣/ وضع صندوق للأسئلة، وتلقي استفساراتهم ومقترحاتهم، والجواب عليها، من خلالكم او بعض الشيوخ المتمكنين.(( {فاسألوا أهل الذكر} )) [سورة النحل] .
١٤/ خطبة رمضان، أدها بنفَس عال، ونبرة تجديدية، ونوع الأساليب، وارسم ومضات أخاذة، ومزاهر خلابة، ولا تكرر خطبا قديمة قد ملها الناس....!
١٥/ وليكن كل ذلك الجهد التجديدي، في شكل أخلاقي لطيف رفيق، بلا شدة او تهديد وإرعاب، فالله يحب الرفق في الأمر كله، وحتى (الرمضانيون)، يرحب بهم ويحتفى، لكسبهم وتحويلهم الى منائر خير، وذلك عين الدعوة والحكمة ، والله الموفق...
حمزة بن فايع الفتحي
رئيس قسم الشريعة بجامعة الملك خالد فرع تهامة، وخطيب جامع الفهد بمحايل عسير
- التصنيف: