فاعلية الأئمة في رمضان ...!

منذ 2019-05-20

ولذلك نقول لإخواننا الأئمة،:عليكم عبء كبير، وحمل شديد، ومسئولية متضاعفة،،،! ولكنها في نفس الوقت شرف عظيم ومنزلة سامية، (( {واجعلنا للمتقين إماما} )) [سورة الفرقان] .

 

د/حمزة بن فايع الفتحي


بسم الله الرحمن الرحيم
تزدهر بعض المساجد، وتجذبك، فتدرك أن وراءها رجال مخلصون، حيت همتهم، فحيت مساجدهم، وأثمرت الثمرات الحسان،،،! وتموت اخرى بموات أصحابها،،!
ولذلك نقول لإخواننا الأئمة،:عليكم عبء كبير، وحمل شديد، ومسئولية متضاعفة،،،! ولكنها في نفس الوقت شرف عظيم ومنزلة سامية، ((
{واجعلنا للمتقين إماما} )) [سورة الفرقان] .
ورمضان بموسمه، مع مسئوليته، إلا إنه فرصة ذهبية للدعوة والتأثير وكسب المصلين،،! لاسيما وأكثرهم يفد الى المسجد ويقبل ويتواضع، معلنا التوبة وإصلاح النفس،،،!
وهذي طبيعة الشهر الساحرة الخلابة،،،!
وموسم بهذا الشكل العجيب، يجب أن يعد له الأئمة عدته، ويهتبلوا فرصته، ويبادروا ساعته،،،! ومن ذلك:
1/ التثقيف الشرعي : كدرس العصر الميمون، الذي تكاد تجمع عليه الامة في ساحاتها الممتدة، وله الأثر الأعظم، والعائدة الحسنى في التربية والتوجيه، ويحضره غالب اهل الحي، وتوجد مصنفات متنوعة هنا، وقد وفق الله العبد الفقير الى تقييد( طلائع السلوان في مواعظ رمضان) مع كتب اخرى.
وكان بعضهم يضيف عليه، فتوى بازية بعد المغرب، ودرس قبل العشاء في القصص والروحانيات، وسيرة نبوية بعد الفجر بمقدار الصفحة والصفحتين، وكان لذلك بليغ النفع عليهم، حيث جربته إبان امامتي جامع الفهد سنة24،23 لله الحمد والمنة .
2/ التربية القرآنية: بحسن التلاوة والإمامة، وتحسين الصوت وترتيله، وإلا احضر لهم ذوي الأصوات الحسنة، ويحرص على ختم المصحف كاملا، اذا كان لايشق ذلك عليهم .
3/ اللحمة الاجتماعية: من خلال الدروس وطيب العلاقة، وصناعة الإفطار الجماعي، وقبله إفطار يومي للعمال وعابري السبيل، حتى يحيا المسجد، ويتنافس النساء طبخا وأعدادا، ويشاهد ذلك الأطفال فيتربون على محاسن الخصال، ومعالي الأمور .
4/ تهيئة المعتكَف: لا سيما الجوامع الكبيرة، وبالتنسيق مع إدارة المساجد، لكي تحيا السنة، ويبرز العباد، ويخف الضغط عن الحرمين الشريفين، وتتربى الاجيال على محبة رمضان، وتعظيم العشر الاخيرة، التي كانت محل معتكف رسولنا صلى الله عليه وسلم.
5/ مسابقة المسجد: والقائمة على القرآن وأحكام الصيام، او توضع من درس المسجد، بحيث تشعل الهمم، وتنشط العزائم للمشاركة والامتاع والفائدة،،! وتكون للجنسين، وتوضع لها الجوائز المحفزة، من قبل إمام المسجد، والجان العاملة معه، لأنه قد ينوء بذلك الدور كله، ولذلك وجب تواصله مع مكاتب الدعوة والجمعيات الخيرية، ورجالات الاعمال، حتى يعذر الى الله.
6/ مجلس تصحيح التلاوة: وذلك نظرا لإقبال الناس على المسجد، وحاجة كبار السن والأطفال الى تصحيح التلاوة، وبلوغ الهدي الأكمل في التجويد القراني، قال تعالى((
{ورتل القران ترتيلا} )) [سورة المزمل] . فيهتم الإمام بذلك، او يحضر معلما يقوم بذلك، ويحتسب عظم الأجر هنا، قال في الخديث(( «خيركم من تعلم القرآن وعلمه » )).
ويمكن حث المصلين على البذل والإسهام في تلكم المشاريع، اذا قصرت جهات محددة، لا سيما والنفوس مقبلة، والأرواح مشتاقة للجود والسماحة،،،
يغطى بالسماحة كل عيب// وكم عيب يغطيه السخاءُ!!
وإنما ركزنا على الامام لانه طليعة الناس ووافدهم ورائدهم، فإن نشط، نشط القوم، وإن تخل تخلوا، غير مبالين ولا مهتمين،،،!!
وبالتالي تشتد المسئولية، وتعظم الأمانة، وأنها ليست مجرد صلاة، تقضى في دقائق معدودات، بل عمل منظم، وجهود متتابعة ،، والله الموفق

حمزة بن فايع الفتحي

رئيس قسم الشريعة بجامعة الملك خالد فرع تهامة، وخطيب جامع الفهد بمحايل عسير