مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - تبارك الذي بيده الملك

منذ 2019-06-22

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) } [تبارك]

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} :

تعالى وتقدس وكثر خيره وإحسانه سبحانه بيده ملك السموات والأرض وما فيها من ممالك علوية وسفلية لا يعلم مافيها إلا هو سبحانه ولا يقدر على تدبير شؤونها إلا هو .

خلق سبحانه الموت والحياة اختباراً لعباده وميزاناً لأعمالهم , فمن أحسن فله الرضى ومن أساء ثم استغفر وتاب غفر له وستره إلا من أصر وأعرض وبالغ في إعراضه واستكبر عن العود فهو العزيز الذي لا يغالب سبحانه.

قال تعالى:

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) } [تبارك]

قال السعدي في تفسيره:

{ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} } أي: تعاظم وتعالى، وكثر خيره، وعم إحسانه، من عظمته أن بيده ملك العالم العلوي والسفلي، فهو الذي خلقه، ويتصرف فيه بما شاء، من الأحكام القدرية، والأحكام الدينية، التابعة لحكمته، ومن عظمته، كمال قدرته التي يقدر بها على كل شيء، وبها أوجد ما أوجد من المخلوقات العظيمة، كالسماوات والأرض.

وخلق الموت والحياة أي: قدر لعباده أن يحييهم ثم يميتهم؛ { {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} } أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.
{ {وَهُوَ الْعَزِيزُ} } الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات.
{ {الْغَفُورُ } } عن المسيئين والمقصرين والمذنبين، خصوصًا إذا تابوا وأنابوا، فإنه يغفر ذنوبهم، ولو بلغت عنان السماء، ويستر عيوبهم، ولو كانت ملء الدنيا.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
المقال التالي
فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ