مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا

منذ 2019-09-26

{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)} [ المزمل]

{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}:

يحدث سبحانة رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه عن عظمة هذا القرآن وثقل معانيه وجلال ألفاظه ومبانيه.

ثم يخبره عن أفضل وقت لمرور القرآن على القلب وهو وقت الليل, وفيه إشارة إلى قيام الليل وفائدته وتفاعل القلب فيه مع كلام الله تعالى.

قال تعالى :

{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)} [ المزمل]

قال السعدي في تفسيره:

{ {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا } } أي: نوحي إليك هذا القرآن الثقيل، أي: العظيمة معانيه، الجليلة أوصافه، وما كان بهذا الوصف، حقيق أن يتهيأ له، ويرتل، ويتفكر فيما يشتمل عليه.

ثم ذكر الحكمة في أمره بقيام الليل، فقال: { {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ } } أي: الصلاة فيه بعد النوم { { هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } } أي: أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان، وتقل الشواغل، ويفهم ما يقول، ويستقيم له أمره، وهذا بخلاف النهار، فإنه لا يحصل به هذا المقصود .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
يا أيها المزمل.قم الليل إلا قليلاً
المقال التالي
إن لك في النهار سبحاً طويلاً