مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً

منذ 2019-09-28

{ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)} [المزمل]

{ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا } :

واصبر يا محمد أنت ومن معك من المؤمنين على أذية أعداء الدين كارهي الرسالة المعرضين عن شرائع الحق واهجرهم هجر اً جميلاً لا عتاب فيه ولا أذى, واتركهم لي فإني إن أمهلتهم فلن أهملهم فقد غرتهم نعمتي وأغراهم حلمي فما شكروا ولا حمدوا وإنما أعرضوا واغتروا, ومهما طالت المهلة فإنها قليلة وسيحل وقت الحساب قريباً.

قال تعالى:

{ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)} [المزمل]

قال السعدي في تفسيره:

لما أمره الله بالصلاة خصوصا، وبالذكر عموما، وذلك يحصل للعبد ملكة قوية في تحمل الأثقال، وفعل الثقيل من الأعمال، أمره بالصبر على ما يقول فيه المعاندون له ويسبونه ويسبون ما جاء به، وأن يمضي على أمر الله، لا يصده عنه صاد، ولا يرده راد، وأن يهجرهم هجرا جميلا، وهو الهجر حيث اقتضت المصلحة الهجر الذي لا أذية فيه، فيقابلهم بالهجر والإعراض عنهم وعن أقوالهم التي تؤذيه، وأمره بجدالهم بالتي هي أحسن.

{ {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} } أي: اتركني وإياهم، فسأنتقم منهم، وإن أمهلتهم فلا أهملهم، وقوله: { {أُولِي النَّعْمَةِ } } أي: أصحاب النعمة والغنى، الذين طغوا حين وسع الله عليهم من رزقه، وأمدهم من فضله كما قال تعالى: { {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} } .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إن لك في النهار سبحاً طويلاً
المقال التالي
إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا وَجَحِيمًا