مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - كلا إنه تذكرة
{كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ(55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) } [المدثر]
{كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} :
هذا القرآن تذكره من الله لعباده وسبيل هداية ورشاد لمن اتقى الله وخاف مقامه, فمن نهل من معين القرآن ونبعه الصافي وسلك سبيل الله وصراطه المستقيم فقد أفلح وركب سفينة النجاة, وإن وقع في ذنب تذكر فتاب فغفر الله له وعفا عن زلته,فالله أهل أن يتقى ويخاف مقامه ويخشى العباد عقابه, وهو أهل المغفرة والعفو لمن اتقاه وخافه.
قال تعالى:
{كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ(55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) } [المدثر]
قال ابن كثير في تفسيره:
أي حقا إن القرآن تذكرة.
( {فمن شاء ذكره وما يذكرون إلا أن يشاء الله} ) كقوله ( {وما تشاءون إلا أن يشاء الله} ) [ الإنسان : 30 ] .
وقوله : ( {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} ) أي : هو أهل أن يخاف منه ، وهو أهل أن يغفر ذنب من تاب إليه وأناب . قاله قتادة .
وقال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب ، أخبرني سهيل - أخو حزم - حدثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) وقال : " قال ربكم : أنا أهل أن أتقى ، فلا يجعل معي إله ، فمن اتقى أن يجعل معي إلها كان أهلا أن أغفر له " .
ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث زيد بن الحباب ، والنسائي من حديث المعافى بن عمران ، كلاهما عن سهيل بن عبد الله القطعي ، به ، وقال الترمذي : حسن غريب وسهيل ليس بالقوي . ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه ، عن هدبة بن خالد ، عن سهيل ، به . وهكذا رواه أبو يعلى والبزار والبغوي ، وغيرهم ، من حديث سهيل القطعي ، به .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: