مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15)} [القيامة]
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} :
كل إنسان عالم بما قدمت يداه خبير بنفسه وما تكنه وما يعتمل في صدره وما اقترفت جوارحجه وهو أكبر شاهد على نفسه, مهما قدم من معاذير ومهما أنكر ما اقترف.
الجزاء يوم القيامة عادل والجوارح شاهدة على صاحبها.
قال تعالى:
{بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15)} [القيامة]
قال ابن كثير في تفسيره:
( {بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره } ) أي : هو شهيد على نفسه ، عالم بما فعله ولو اعتذر وأنكر ، كما قال تعالى : ( {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} ) [ الإسراء : 14 ] .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة ) يقول : سمعه وبصره ويداه ورجلاه وجوارحه .
وقال قتادة : شاهد على نفسه . وفي رواية قال : إذا شئت - والله - رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه ، وكان يقال : إن في الإنجيل مكتوبا : يا ابن آدم ، تبصر القذاة في عين أخيك ، وتترك الجذل في عينك لا تبصره .
وقال مجاهد : ( {ولو ألقى معاذيره} ) ولو جادل عنها فهو بصير عليها . وقال قتادة : ( {ولو ألقى معاذيره} ) ولو اعتذر يومئذ بباطل لا يقبل منه . وقال السدي : ( { ولو ألقى معاذيره} ) حجته . وكذا قال ابن زيد والحسن البصري ، وغيرهم . واختاره ابن جرير .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( {ولو ألقى معاذيره} ) هي الاعتذار ، ألم تسمع أنه قال : ( {لا ينفع الظالمين معذرتهم} ) [ غافر : 52 ] وقال ( { وألقوا إلى الله يومئذ السلم} ) [ النحل : 87 ] ( { فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء } ) [ النحل : 28 ] وقولهم ( { والله ربنا ما كنا مشركين} )
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: