مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - والمرسلات عرفا

منذ 2019-11-06

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا(6) } [المرسلات]

{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} :
يقسم تعالى بملائكته الكرام الذين يرسلم بالنور لتحيا به القلوب ويسعى به الناس في سبيل الله ويسلكون به صراطه المستقيم في الدنيا تمهيداً لسلوك الصراط في الآخرة والمرور إلى الجنة, فهي مرسلة إذن بأسباب السعادة في الدارين.
ثم يقسم تعالى بالرياح وعصفها ثم نشرها للمطر الذي هو سبب حياة الأبدان ليجمع لنا سبحانه بين جنده الذين أرسلهم لحياة القلوب وجنده الذين أرسلهم لحياة الأبدان.
كما يقسم تعالى بالملائكة إذ تنزل بالفرقان بين طريق الحق وطريق الضلال, ويلقون الذكر والرسالات السماوية إلى أهل الأرض عن طريق الرسل الأخيار, لتنذر الناس وتقوم الحجة ويتبين الحق من الغي.
قال تعالى:
{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا(6) } [المرسلات]
قال السعدي في تفسيره:
أقسم تعالى على البعث والجزاء بالأعمال ، بالمرسلات عرفا، وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشئونه القدرية وتدبير العالم، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله.
و { { عُرْفًا } } حال من المرسلات أي: أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث.
{ {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا } } وهي [أيضا] الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره، وسرعة تنفيذ أوامره، كالريح العاصف، أو: أن العاصفات، الرياح الشديدة، التي يسرع هبوبها.
{ { وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا} } يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها.
قال ابن كثير:
وقوله : ( { فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا } ) يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ; فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغي ، والحلال والحرام
قال السعدي:
{ { فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا} } هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده، ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم، تلقيه إلى الرسل.
{ {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } } أي: إعذارا وإنذارا للناس، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف وتقطع معذرتهم ، فلا يكون لهم حجة على الله.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا
المقال التالي
إنما توعدون لواقع