مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ألم نجعل الأرض كفاتاً

منذ 2019-11-11

{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا(26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (28)} [المرسلات]

{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} :

جعل الله تعالى الأرض لبني آدم مأوى يكنون إليها من البرد والحر, ويقضون فيها احتياجات حياتهم, ثم هم فيها يدفنون بعد موتهم فتأويهم وتكنهم أحياءً وأمواتاً.

وحفظها من الاضطراب بتلك الجبال الرواسي كالأوتاد, وسقى عباده فيها ماء عذباً فراتاً هو من أهم أسباب استمرار حياتهم, ينزله لهم من السماء ويحفظه لهم في الأرض لتخرجه لهم ينابيع عذبة.

فويل لمن يكذب بالله وهو يرتع في نعمه وآلائه .

قال تعالى:

{ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا(26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (28)} [المرسلات]

قال ابن كثير في تفسيره:

قال ابن عباس كفاتا : كنا, وقال مجاهد يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم.

وقال مجاهد يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم.

{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا} : يعني الجبال رسى بها الأرض لئلا تميد وتضطرب " {وأسقيناكم ماء فراتا} " أي عذبا زلالا من السحاب أو مما أنبعه من عيون الأرض.

أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ألم نخلقكم من ماء مهين
المقال التالي
انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب