هديه صلى الله عليه وسلم في أمور معاشه (1-2)

منذ 2019-11-18

هديه صلى الله عليه وسلم في أمور معاشه (من كتاب زاد المعاد)

 

هديه صلى الله عليه وسلم في اللباس:

* كانت له عمامة...كان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة, وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة, ويلبس العمامة بغير قلنسوة.

* لبس القميص وكان أحبَّ الثياب إليه, وكان كمه إلى الرسغ,...وأما هذه الأكمام الواسعة الطوال...فلم يلبسها هو ولا أحد من أصحابه البتة, وهي مخالفة لسنته,...وكان إذا لبس قميصه بدأ بميامنه. 

* لبس الإزراء والرداء,...واشترى سراويل والظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها.

* كان أحبَّ الثياب إليه القميصُ والحبرةُ, وهي ضرب من البرود فيه حمرة.

* كان أحبَّ الألوان إليه البياض.

* كان غالب ما يلبس هو وأصحابه ما نُسجَ من القطن, وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان.

* كان ذيل قميصه وإزاره إلى أنصاف الساقين لم يتجاوز الكعبين

* كان صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوباً سماه باسمه, عمامة, أو قميصاً, أو رداءً, ثم يقول: ( «اللهم لك الحمد, أنت كسوتنيه, أسألك خيره, وخير ما صنع له, وأعوذ بك من شره, وشر ما صنع له» ) حديث صحيح.

* لبس الخفين, ولبس النعل.

* لبس الخاتم, واختلفت الأحاديث هل كان في يمناه أو يُسراه, وكلها صحيحة السند,..ولبس خاتماً من ذهب, ثم رمى به, ونهى عن التختم بالذهب, ثم اتخذ خاتماً من فضة, ولم ينه عنه.

هديه صلى الله عليه وسلم في الطعام:

* كان هديه صلى الله عليه وسلم في الطعام, لا يردُّ موجوداً, ولا يتكلف مفقوداً, فما قُرِّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله.

* ما عاب طعاماً قط, إن اشتهاه أكله, وإلا تركه....وكان إذا عافت نفسه الطعام لم يأكله, ولم يُحملها إياه على كره, وهذا أصل عظيم في حفظ الصحة, فمتى أكل الإنسان ما تعافه نفسه, ولا يشتهيه, كان تضرره به أكثر من انتفاعه.

* وكان يمدح الطعام أحياناً.

* وكان يتحدث على طعامه.

* وربما كان يكرر على أضيافه عرض الأكل عليهم مراراً, كما يفعله أهل الكرم.

* كان هديه أكل ما تيسر فإن أعوزه صبر حتى إنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع, ويُرى الهلال والهلال والهلالُ, ولا يُوقد في بيته نار.

* كان معظم مطعمه يُوضع على الأرض في السفرة, وهي كانت مائدته.

* كان يأكل بأصابعه الثلاث, ويلعقها إذا فرغ,...وكان لا يأكل مُتئكاً.

* كان يسمى الله تعالى على أول طعامه....ويأمر الآكل بالتسمية.

* وكان يأمر بالأكل باليمين, وينهي عن الأكل بالشمال, ويقول: ( « إن الشيطان يأكل بشماله, ويشرب بشماله» )

* وكان يحمده في آخره...فإذا رفع الطعام من بين يديه يقول: ( « الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, غير مكفي ولا مودع, ولا مستغنى عنه ربنا »

* وكان إذا أكل عند قوم لم يخرج حتى يدعو لهم.

* كان لا يأنف من مؤاكلة أحد صغيراً كان أو كبيراً, حُراً أو عبداً.

* أمر من شكوا إليه أنهم لا يشبعون أن يجتمعوا على طعامهم وأن يذكروا اسم الله. 

* كان يأكل ما جرت عادةُ أهل بلده بأكله من اللحم, والفاكهة, والخبز, والتمر, وغيره.

* لم يكن عادته صلى الله عليه وسلم حبس النفس على نوع واحد من الأغذية لا يتعداه إلى ما سواه, فإن ذلك يضر بالطبيعة جداً, وقد يتعذر عليها أحياناً فإن لم يتناول غيره ضعف أو هلك, وإن تناول غيره لم تقبله الطبيعة, واستضر به, فقصرها على نوع واحد دائماً – ولو أنه أفضل الأغذية – خطر مضر.

* وكان يحب اللحم, وأحبه إليه الذراع....وكان يحب الحلواء والعسل, وهذه الثلاثة أعني: اللحم والعسل والحلواء, من أفضل الأغذية, وأنفعها للبدن, والكبد والأعضاء, وللاغتذاء بها نفع عظيم في حفظ الصحة والقوة, ولا ينفر منها إلا من به علة وآفة.

* وكان يأكل الخبز مأدوماً ما وجد له إداماً, فتارة يأدمه باللحم...وتارة بالبطيخ, وتارة بالتمر...وكان يأكل التمر بالسمن, وهو الحيس.

* ومن تدبر أغذيته صلى الله عليه وسلم, وما كان يأكله وجده لم يجمع قط بين لبن وسمك, ولا بين لبن وحامض, ولا بين غذاءين حارين, ولا باردين,..ولا مختلفين كقابض ومسهل, وسريع الهضم وبطيئة, ولا بين شوي وطبيخ, ولا بين طري وقديد, ولا بين لبن وبيض ولا بين لحم ولبن.

* ولم يكن يأكل الطعام في وقت شدة حرارته ولا طبيخاً بائتاً يُسخن له بالغد, ولا شيئاً من الأطعمة العفنة والمالحة, كالكوامخ والمخللات, والملوحات, وكل هذه الأنواع ضار مولد لأنواع من الخروج عن الصحة والاعتدال.

* لم يكن من هديه أن يشرب على طعامه فيفسده, ولا سيما إن كان الماء حاراً أو بارداً.

* كان يشرب العسل الممزوج بالماء البارد.

* كان أحبُّ الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البارد الحلو.

* أكثر شربه قاعداً وإذا شرب ناول من على يمينه وإن كان من على يساره أكبر منه....ويُذكر عنه أنه كان إذا شرب في الإناء تنفس ثلاثة أنفس

* في صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك, قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنفس في الشراب ثلاثاً, ويقول: ( «إنه أروى وأمرأُ وأبرأُ» ) والشراب في لسان الشارع وحملة الشرع: هو الماء, ومعنى تنفسه في الشراب, إبانته القدح عن فيه, وتنفسه خارجه, ثم يعود إلى الشراب...وفي هذا الشراب حكم جمة, وفوائد مهمة, وقد نبه صلى الله عليه وسلم على مجامعها بقوله: ( إنه أروى وأمرأ وأبرأ ) فأروى: أشدُّ ريّاً وأبلغه وأنفعه, وأبرأ: أفعل من البرء, وهو الشفاء, أي: يُبرئ من شدة العطش ودائه لتردده على المعدة الملتهبة دفعات...وقوله: وأمرأ: هو أفعل من مرِي الطعام والشراب في بدنه إذا دخله وخالطه بسهولة ولذة ونفع, ومنه { فكلوه هنيئاً مريئاً }  [النساء:4] هنيئاً في عاقبته, مريئاً في مذاقه

* وكان صلى الله عليه وسلم يشربُ اللبن خالصاً تارةً, ومشوباً بالماء أخرى, وفي شرب اللبن الحلو في تلك البلاد الحارة خالصاً ومشوباً نفع عظيم في حفظ الصحة, وترطيب البدن, وريِّ الكبد.

هديه صلى الله عليه وسلم في جلوسه واتكائه:

* كان يجلس على الأرض, وعلى الحصير, والبساط.

* كان يستلقى أحياناً, وربما وضع إحدى رجليه على الأخرى, وكان يتكئ على الوسادة, وربما اتكأ على يساره, وربما اتكأ على يمينه,

* وكان إذا احتاج في خروجه, توكأ على بعض أصحابه من الضعف.