مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه

منذ 2020-01-10

{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} [الانشقاق]

 

{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} :

كلنا يسعى في هذه الدنيا, فمنا من يعمل صالحاً ومنا دون ذلك , والكل في النهاية ميت , ولقاء الله حق, والجزاء بعد البعث حق, فمنا مكرم في نعيم أبدي ومنا مهان في خزي لا ينقطع , ومنا من يذوق العذاب بسبب تخليطه ثم يناله عفو الله وكرمه.

فاللهم اجعل سعينا خالصاً مشكوراً, واجعل أعمالنا عندك مقبولة, ولا تجعلنا من المبعدين.

 

قال تعالى:

 

{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} [الانشقاق]

قال ابن كثير في تفسيره:

وقوله : ( {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا } ) أي : ساع إلى ربك سعيا وعامل عملا ( {فملاقيه} ) ثم إنك ستلقى ما عملت من خير أو شر ويشهد له ما رواه أبو داود الطيالسي عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جبريل يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب ما شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك ملاقيه
ومن الناس من يعيد الضمير على قوله ( {ربك} ) أي فملاق ربك ومعناه فيجازيك بعملك ويكافئك على سعيك وعلى هذا فكلا القولين متلازم
قال العوفي عن ابن عباس ( {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا} ) يقول تعمل عملا تلقى الله به خيرا كان أو شرا
وقال قتادة ( {يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا} ) إن كدحك يا ابن آدم لضعيف فمن استطاع أن يكون كدحه في طاعة الله فليفعل ولا قوة إلا بالله.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إذا السماء انشقت
المقال التالي
فسوف يحاسب حساباً يسيراً