مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فمالهم لا يؤمنون

منذ 2020-01-14

{فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) } [الانشقاق]

{فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}   :

بعدما بين سبحانه لعباده بديع صنعته , يؤكد أنهم بالرغم من  رؤيتهم ومعايشتهم لمعجزاته وآياته البينة فإن الكفار والمنافقين إيمانهم منعدم وانقيادهم لله ورسالاته منهدم وما منعهم من الانقياد إلا العناد.

والله أعلم بكل كبير وصغير مما يفعلونه, مطلع على علانيتهم وسرائرهم, محيط بكل شيء علماً, لذا بشرهم بسوء المصير جزاء ما كانوا يعملون.

أما عباده المؤمنين الذين انقادوا لأمره واجتنبوا نهيه خوفاً ومحبة, فأجرهم غير منقطع, في نعيم دائم لا ينفد ولا يزول.

قال تعالى:

  {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) } [الانشقاق]

قال السعدي في تفسيره:

ومع هذا، فكثير من الناس لا يؤمنون.{ {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ } } أي: لا يخضعون للقرآن، ولا ينقادون لأوامره ونواهيه،

{ {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ} } أي: يعاندون الحق بعدما تبين، فلا يستغرب عدم إيمانهم وعدم انقيادهم للقرآن، فإن المكذب بالحق عنادًا، لا حيلة فيه.

{ {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ } } أي: بما يعملونه وينوونه سرًا، فالله يعلم سرهم وجهرهم، وسيجازيهم بأعمالهم.

{ {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } } وسميت البشارة بشارة، لأنها تؤثر في البشرة سرورًا أو غمًا.
فهذه حال أكثر الناس، التكذيب بالقرآن، وعدم الإيمان [به].

ومن الناس فريق هداهم الله، فآمنوا بالله، وقبلوا ما جاءتهم به الرسل، فآمنوا وعملوا الصالحات.
فهؤلاء لهم أجر غير ممنون أي: غير مقطوع بل هو أجر دائم مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وأما من أوتى كتابه وراء ظهره
المقال التالي
والسماء ذات البروج