مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - سبح اسم ربك الأعلى

منذ 2020-01-27

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ (5)} [الأعلى]

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} :

أمر من الله تعالى بتسبيحه وتنزيهه عن كل عيب, والإيمان به وبأسمائه الحسنى وأوصافه ونعوته الكاملة.

فهو الذي خلق الخلق فأحسن الصنعة وسوى المخلوقات فجعلها في أحسن تكوين.

وهو الذي قدر الأقدار وهدى جميع المخلوقات هداية عامة تتعايش بها مع الكون من حولها, وهداية خاصة هي هداية توفيق خص به عباده المؤمنين به السالكين صراطه.

وهو الذي أخرج الزروع والثمار والخيرات وهو الذي قدر لها دورة حياة تنتهي باليبس والتهشم لتصلح للدواب كأعلاف , وليعتبر بدورة حياتها كل معتبر فلكل مزدهر نهاية ولا يبق إلا وجه الله الكريم سبحانه.

قال تعالى:

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ (5)} [الأعلى]

قال السعدي في تفسيره:

يأمر تعالى بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته، والخضوع لجلاله، والاستكانة لعظمته، وأن يكون تسبيحا، يليق بعظمة الله تعالى، بأن تذكر أسماؤه الحسنى العالية على كل اسم بمعناها الحسن العظيم .

وتذكر أفعاله التي منها أنه خلق المخلوقات فسواها، أي: أتقنها وأحسن خلقها.

{ { وَالَّذِي قَدَّرَ } } تقديرًا، تتبعه جميع المقدرات { {فَهَدَى} } إلى ذلك جميع المخلوقات.

وهذه الهداية العامة، التي مضمونها أنه هدى كل مخلوق لمصلحته، وتذكر فيها نعمه الدنيوية، ولهذا قال فيها: { {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} } أي: أنزل من السماء ماء فأنبت به أنواع النبات والعشب الكثير، فرتع فيها الناس والبهائم وكل حيوان ، ثم بعد أن استكمل ما قدر له من الشباب، ألوى نباته، وصوح عشبه.

{ {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} } أي: أسود أي: جعله هشيمًا رميمًا.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إنهم يكيدون كيداً.وأكيد كيداً
المقال التالي
سنقرئك فلا تنسى