مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وثمود الذين جابوا الصخر بالواد

منذ 2020-02-10

{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } [الفجر]

{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} :

يقص علينا سبحانه بعض أيامه وآياته في السابقين لتكون عبرة وعظة لنا وللاحقين:

هذه ثمود أعطاها الله من القوى والنعم ما سهل عليهم نحت الجبال واتخاذها للمعايش والأعمال فبدلوا نعمة الله واغتروا, وكفروا برسولهم وعاندوه وحاربوه , ومثلهم فرعون صاحب الجند والجيش العظيم وصاحب الأوتاد والنكال الكبير للمؤمنين, غرته قوته وغره ملكه فبارز الله ورسوله بالعداء والاستكبار , وطغى كما طغت ثمود وكما طغت عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد.

فما انتهت المهلة وأصروا على الرسوب في الاختبار , صب الله عليهم عذابه الذي لا يرد عن القوم المجرمين.

قال تعالى:

{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } [الفجر]

قال السعدي في تفسيره:

{وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } أي: وادي القرى، نحتوا بقوتهم الصخور، فاتخذوها مساكن.

{ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد} أي: ذي الجنود الذين ثبتوا ملكه، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها.

 { الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ } هذا الوصف عائد إلى عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم، فإنهم طغوا في بلاد الله، وآذوا عباد الله، في دينهم ودنياهم، ولهذا قال:

{ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ } وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله.

و قال ابن كثير :

{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } : أي أنزل عليهم رجزا من السماء وأحل بهم عقوبة لا يردها عن القوم المجرمين.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
ألم تر كيف فعل ربك بعاد
المقال التالي
فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه