مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ألم نجعل له عينين

منذ 2020-02-18

{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) } [البلد]

{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ} :

قرر الله تعالى الإنسان وأشهده على نعمه الدينية والدنيوية التي أغدقها عليه ومنها نعمة البصر والكلام والتذوق والطعام, وقبلها نعمة الهداية إلى سبيل الله وصراطه المستقيم وتخييره بين الحق والضلال, وهذه النعم تستحق أن يشكرها الإنسان فيعمل بطاعة الله ويسلك صراطه المستقيم ويبتعد عن معاصيه وأسبابها.

قال تعالى:

{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) } [البلد]

قال السعدي في تفسيره:

 قرره بنعمه، فقال: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ} للجمال والبصر والنطق، وغير ذلك من المنافع الضرورية فيها، فهذه نعم الدنيا.

ثم قال في نعم الدين: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن}  أي: طريقي الخير والشر، بينا له الهدى من الضلال، والرشد من الغي.
فهذه المنن الجزيلة، تقتضي من العبد أن يقوم بحقوق الله، ويشكر الله على نعمه، وأن لا يستعين بها على معاصيه ، ولكن هذا الإنسان لم يفعل ذلك.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
أيحسب أن لن يقدر عليه أحد
المقال التالي
فلا اقتحم العقبة