فأحسنوا الذبحة
إنّ الذي سأل هذا السؤال، هو الذي سأل الأعرابي الذي لا يقبّل أبناءه: " «أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟» " فهو عليه السلام يسترذل سلوك الأعرابي، ويحرص على قلب المؤمن في كل لحظة وشأن!
إحسان عند ذبح حيوان؟
قد تدرك المدارك العادية أن هدف الإحسان إلى الحيوان، هو العيش دون ألم، وذلك مرتقى إنساني راقٍ. ولكن أن تحسن إليه، وهو يُساق للذبح، وليس بينه وبين الموت إلا ثوانٍ، فذلك مرتقى أرقى وأجلّ. مرتقى أسمى يرقّينا إليه نبينا الكريم، عندما ينهى عن حدّ الشفرة أمام الحيوان، كي لا يراها ويشعر بالخوف: " «أتريد أن تميتها موتات؟ هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها؟» "
إنّ الذي سأل هذا السؤال، هو الذي سأل الأعرابي الذي لا يقبّل أبناءه: " «أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟» " فهو عليه السلام يسترذل سلوك الأعرابي، ويحرص على قلب المؤمن في كل لحظة وشأن!
فالإحسان ليس ترفا، لكنه سرّ كونيّ هائل في كل شيء: في السماء والأفلاك، في البحار والصحراء، في الأرض والنبات، وفي خلْق الإنسان. فيكفي النظر إلى زهرة صغيرة، لندرك معنى الإحسان، في خلقها، وبهجتها، وألوانها، ورحيقها، وملمسها!
ولم تشق البشرية شقوتها، إلا بعد نسيانها الإحسان في كل شأنها، فأحسنت في المادة، لكنها اتخذت من السلاح إلها، ولم تعرف مثل المال معبودا، فشقيت ثم شقيت، بالخراب والدمار، وبالحروب والأمراض.
وإن كان الإحسان كذلك مع الحيوان، فكيف بالإنسان؟
- التصنيف: