مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فأما من أعطى واتقى
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7) } [الليل]
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ} :
الصنف الأول من العاملين في هذه الدنيا , هم من أحسنوا العمل فأعطوا مما أعطاهم الله والتزموا حدود شرائعه وفعلوا الواجبات واجتنبوا المحرمات وصدق إيمانهم أفعالهم, فآمنوا بالله وشرائعه, هؤلاء ييسرهم الله لعمل البر والتقوى , وييسر لهم البر والتقوى والطاعات.
قال تعالى:
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ (7) } [الليل]
قال السعدي في تفسيره:
فصل الله تعالى العاملين، ووصف أعمالهم، فقال: { { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى } } [أي] ما أمر به من العبادات المالية، كالزكوات، والكفارات والنفقات، والصدقات، والإنفاق في وجوه الخير، والعبادات البدنية كالصلاة، والصوم ونحوهما.
والمركبة منهما، كالحج والعمرة [ونحوهما] { { وَاتَّقَى } } ما نهي عنه، من المحرمات والمعاصي، على اختلاف أجناسها.
{ {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } } أي: صدق بـ " لا إله إلا الله " وما دلت عليه، من جميع العقائد الدينية، وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.
{ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} } أي: نسهل عليه أمره، ونجعله ميسرا له كل خير، ميسرًا له ترك كل شر، لأنه أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له ذلك.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: