مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - ألم يجدك يتيماً فآوى

منذ 2020-03-03

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8)} [الضحى]

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ} :

نعم تستحق الشكر عددها الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم ليعلم أنه ما ودعه وما قلاه, وهذه النعم أنعمها الله تعالى على كثير من خلقه وأنزلها لهم في كتابه لعلهم يشكرون.

منها نعمة المأوى والسكن والتربية بعد أن فقد والديه أواه الله تعالى في كنف جده ثم عمه حتى صار سيداً من سادات مكة وحكمائها.

ونعمة الهداية إلى الإيمان بعد أن كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان بعثه الله تعالى ليخرج أهل الدنيا كلهم من الظلمات إلى نور الله.

ونعمة العطاء وكفاية الأهل والعيال, وقد فتح الله تعالى لدينه القلوب والأمصار وفتح الله له مكة وسائر العرب في حياته وفتح لأمته الدنيا في حياة خلفائه صلى الله عليه وسلم.

قال  تعالى:

{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8)} [الضحى]

قال السعدي:

{ { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى } } أي: وجدك لا أم لك، ولا أب، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه، فآواه الله، وكفله جده عبد المطلب، ثم لما مات جده كفله الله عمه أبا طالب، حتى أيده بنصره وبالمؤمنين.

{ {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} } أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال والأخلاق.

{ { وَوَجَدَكَ عَائِلًا } } أي: فقيرًا { {فَأَغْنَى} } بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها.
فالذي أزال عنك هذه النقائص، سيزيل عنك كل نقص، والذي أوصلك إلى الغنى، وآواك ونصرك وهداك، قابل نعمته بالشكران.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
والضحى . والليل إذا سجى
المقال التالي
فأما اليتيم فلا تقهر