المكالمة الشيطانية
منذ 2004-07-02
بدأت أصابع تتلاعب بأرقام الهاتف وإذا به يدق أحد أرقام الهاتف وإذا بطفل يكلمه فيقول المعاكس :
ألوووو.... ألو .. ألووووووو .....
الطفل : ألوو ... من أنت ؟
المعاكس : كم عمرك؟
الطفل : ست سنين
المعاكس : ما شاء الله لقد أصبحت رجلا ... هل هناك أحد بجوارك ؟
الطفل : لا ... ولكن من أنت ؟
المعاكس : أنا عمك !
الطفل ( بسعادة غامرة ) : أهلا يا عمي .... هل أنت عمي الذي بالسعودية ؟
المعاكس ( بنبرة يملؤها الملل ) :
نعم نعم أنا عمك الذي بالسعودية ... أين أخواتك ؟
الطفل : ليس لي أخوات !
المعاكس : إذا فمن عندك ؟
الطفل : الخادمة فقط
المعاكس : حلوة ؟؟
الطفل : لا لا ليست حلوة
المعاكس : أين أمك ؟
الطفل : إنها بالحمام تغتسل
المعاكس : إذا مع السلامة
ويغلق الهاتف .... وعد دقائق يعيد الاتصال .
المعاكس : ألووو
الطفل : ألوووو .. من ؟ عمي ؟
المعاكس : نعم ... أين أمك ؟
الطفل : ذهبت إلى غرفة النوم
المعاكس : ما الذي تلبسه ؟؟
الطفل : تلبس ثوبا أحمرا مبللا
المعاكس : مع السلامة
يغلق الهاتف مرة أخرى ... بعد دقائق يعيد الاتصال
المعاكس : ألووو
والد الطفل : ألووو .. نعم ؟ من معي ؟
المعاكس ( بنبرة استهزاء ) : آآآه ... يا مسكين أكيد عدت الآن فقط من العمل ؟
والد الطفل : من أنت ؟ وما شأنك عدت أم خرجت ؟ ..... خيرا ؟ ماذا تريد ؟
المعاكس : لا لا تغضب ... حسنا ؟
هل تريد الحقيقة ؟ لقد أحسنت اختيار زوجتك فجمالها فتان وجسدها رائع .... هل تصدق أني نمت معها اليوم ؟؟ !! و تركتها منذ قليل .... وقد طلبت منها أن تلبس الثوب الأحمر ؟
والد الطفل : ماذا تقول أيها النذل الحقير ؟؟؟!!
ويغلق الهاتف ويركض مسرعا إلي الطابق العلوي إلى غرفة النوم وإذا به يرى زوجته وعليها الروب الأحمر وشعرها مبلل و هي جالسة أمام المرآة ، فيخطفها ويضرب رأسها بالمرآة ويشبعها ركلا وضربا وهو يقول : أخرجي من بيتي .. أيتها !!( ....... )
(ويتابع الزوج شتائمه) : أما يكفيك بيت العز والنعمة؟!!
وتنظر إليه زوجته بنظرات المأخوذة على أمرها لا تعرف ماذا تقول وما الذي حل بها فتسرع تجمع شتات أغراضها مسرعة إلى بيت أهلها.
ويجلس والد الطفل بحيرته غاضبا لا يعلم ما الذي فعل ؟ وما الذي حل به ؟؟؟.
أصبح الزوج في حيرة من أمره لا يدري إلى أين يذهب ؟؟ ولمن يشكي أمره ؟ ، لأنها غريبة ، استمر على هذا الحال يومان, لا يعرف طعم الراحة وخاصة كلما عاد من العمل, فيذكر كيف كانت حياته سعيدة وانقلبت بين يوم وليلة ؟!
أما المعاكس فما عاد يذوق طعم النوم ولا عرف للراحة طريقا .. كلما أراد النوم إذا به يحلم بشكل المرأة كما تخيلها بثوبها الأحمر وهي تنظر إليه وتدعو عليه وتقول له فرقتنا فرق الله بينك وبين الراحة ،
فاستيقظ ضميره وراح يغدو على الأطباء يريد النوم فقط ولو لساعات بسيطة ، ما ترك نوعا من الحبوب إلا استعمله بدون فائدة فذهب إلى أحد المشايخ يشكي الحال .
فقال له الشيخ : والله مالك إلا أن تعترف للزوج والزوجة لعل وعسي يسامحانك وترتاح !!
فقال المعاكس : وأنا مستعد, المهم أن أنام, لقد تلفت أعصابي يا شيخ !!
الشيخ : إذا فلتذهب وتتصل بوالد الطفل ولتأخذ موعدا منه وأنا مستعد أن أذهب معك .
المعاكس : نعم والله يا شيخ , لا تتركني أذهب بمفردي .
يذهب المعاكس ويطلب من أحد أصدقائه أن يتصل بالزوج ويطلب موعدا لرؤيته .... فيوافق.
فيسأله الزوج : من أنت ؟!
صديق المعاكس : سوف تعرفني إذا رأيتني !
الزوج : مادام هذا طلبك , فأنا منتظرك غدا عندي في المنزل.
يجلس الشيخ مع الزوج والمعاكس في مجلس بيت الزوج المنكوب فيبدأ الشيخ بكلام وبأحاديث تحث عن الإحسان والمغفرة .
وبعدها يتكلم المعاكس : ويخبره بالقصة كلها فيقوم الزوج ويغلق باب المجلس ويضربه ضربا شديدا ،
والمعاكس يئن من الضرب الشديد القادم له من كل صوب .
وبعدها يقول الشيخ : يا ابن الحلال... من أجل خاطري ... يكفي هذا الضرب .
فيجلس الزوج وهو يلهث من شدة التعب ويقول : أنا مستعد أن أسامحك لكن بشرط !!
أن تقول هذا الكلام لزوجتي حتى تقدر ظرفي وسبب عصبيتي !!
فيقول المعاكس( والدم على وجهه) : أنا؟؟ حسنا , كما تريد ..
ويذهب ثلاثتهم إلى بيت الزوجة ويجلسون في ديوانية البيت ويجلس معهم إخوان الزوجة وبعدها يطلب الزوج حضور زوجته لسماع كلام الشيخ والمعاكس فتحضر إلى الديوانية .. وهي تستمع إلى المعاكس فيقوم الإخوة بضربه مرة أخرى لدهشتهم من وقاحته وأنه كان السبب في هدم بيت أسرة كاملة .. فيفرق الشيخ بينهم ويستطرد كلامه بآيات قرآنية وأحاديث لعل وعسى أن يغفروا لهذا الشاب الطائش.
ويسكت الشيخ .. وينتظر الجميع سماع رأي الزوجة.
ثم ترد الزوجة بعد سكوت طويل : أيها الشيخ .. لا أستطيع العيش معه , مستحيل أن أعود إلى شخص يضربني ويهددني بالطلاق بمجرد مكالمة طائشة, هذا يعني أنه ليس بيننا ثقة !! , وأنا لا أطيق العيش مع شخص لا يثق بي ، وتنهض من مجلسها وتنظر إلى إخوتها قائلة : هذا آخر رد عندي!
ثم تخرج.
بعدها لم يهنأ هذا الطائش بنوم ولا هدوء ولا راحة بال واستمر الوضع على ما هو عليه حيث الزوج والزوجة مفترقان ومبتعدان والمعاكس الطائش نادم متحسر لا يذوق طعم النوم !!
- التصنيف: