مع الحبيب صلى الله عليه وسلم - طلائع التوديع وبداية مرضه صلى الله عليه وسلم:

منذ 2020-09-01

ومنها مدراسة جبريل القرآن كاملاً وقد اعتكف عشرين يوماً في عامه الأخير, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :  «‏إني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً» ‏.

طلائع التوديع وبداية مرضه صلى الله عليه وسلم:

في العام الأخير كانت إشارات التوديع تترى من أفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم , ومنها مدراسة جبريل القرآن كاملاً وقد اعتكف عشرين يوماً في عامه الأخير, ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :  «‏إني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً» ‏.

ومنها نزول سورة النصر وفيها نعيه صلى الله عليه وسلم مما أبكى الصديق الذي فهم المغزى دون غيره.

ومنها صلاته على شهداء أحد وكأنه يودعهم ومنها استغفاره لأهل البقيع وزيارتهم في منتصف الليل وكأنه مودع.

ثم كان بداية مرضه صلى الله عليه وسلم في نهاية شهر صفر من عام 11  هجرياً.

قال المباركفوري في الرحيق المختوم:

طلائع التوديع‏

ولما تكاملت الدعوة وسيطر الإسلام على الموقف، أخذت طلائع التوديع للحياة والأحياء تطلع من مشاعره صلى الله عليه وسلم، وتتضح بعباراته وأفعاله‏.‏

إنه اعتكف في رمضان من السنة العاشرة عشرين يوماً، بينما كان لا يعتكف إلا عشرة أيام فحسب، وتدارسه جبريل القرآن مرتين، وقال في حجة الوداع‏:‏ ‏(‏إني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‏)‏، وقال وهو عند جمرة العقبة‏:‏ ‏(‏خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا‏)‏، وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع وأنه نعيت إليه نفسه‏.‏

وفي أوائل صفر سنة 11 هـ خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلي على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف إلى المنبر فقال‏:‏ ‏(‏إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها‏)‏‏.‏

وخرج ليلة ـ في منتصفها ـ إلى البَقِيع، فاستغفر لهم، وقــال‏:‏ ‏(‏السلام عليكـم يـا أهل المقابر، لِيَهْنَ لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، والآخرة شر من الأولي‏)‏، وبشرهم قائلاً‏:‏ ‏(‏إنا بكم للاحقون‏)‏‏.‏

بـدايـة المـرض‏‏

وفي اليوم الثامن أو التاسع والعشرين من شهر صفر سنة11هـ ـ وكان يوم الاثنين ـ شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع، وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه‏.‏

وقد صلي النبي صلى الله عليه وسلم بالناس وهو مريض 11 يوماً، وجميع أيام المرض كانت 31، أو 41 يوماً‏.‏ أ هـ

#أبو_الهيثم

#مع_الحبيب

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
آخر البعوث : جيش أسامة بن زيد
المقال التالي
وفاته صلى الله عليه وسلم