مع الفاروق رضي الله عنه - إسلام الفاروق

منذ 2020-10-06

والصحيح : حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له؛ رواه الترمذي (3681) من حديث ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ  قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ» .

إسلام الفاروق 

اختلف أهل السير في قصة إسلام عمر رضي الله عنه وقد اشتهرت قصة إسلامه عندما دخل بيت أخته وسمع منها القرآن وإن كانت ضعيفة, كما ذكر بعض أهل السير قصة استماعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في الحرم وعمر متخفي خلف أستار الكعبة.

الحاصل؛ أن قصص كيفية إسلام عمر رضي الله عنه : لم تأت بإسناد مقبول يعتمد.

قال الدكتور أكرم ضياء العمري:

" أما قصة استماعه القرآن يتلوه الرسول صلى الله عليه وسلم في صلاته قرب الكعبة وعمر مستخف بأستارها، وكذلك قصته مع أخته فاطمة حين لطمها لإسلامها وضرب زوجها سعيد بن زيد، ثم اطلاعه على صحيفة فيها آيات وإسلامه: فلم يثبت شيء من هذه القصص من طريق صحيحة " انتهى من"السير النبوية الصحيحة" (1 / 180).

ومع ضعف هذه الروايات إلا أنه يستأنس بها في كون عمر رضي الله عنه أسلم بسبب سماعه آيات من القرآن كما تتفق عليه جميع هذه الروايات؛ وهذا السبب هو المعهود في إسلام غالب الصحابة رضي الله عنهم، خاصة في الفترة المكية.

والصحيح : حديث دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له؛ رواه الترمذي (3681) من حديث ابْنِ عُمَرَ، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ  قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ» .

وقال الترمذي: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ".

ورواه الحاكم في "المستدرك" (3 / 83) من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:  « اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ »  .

وقال الحاكم: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَقَدْ صَحَّ شَاهِدُهُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " انتهى.

ووافقه الذهبي.

وأشار الحافظ ابن حجر إلى تقويته بشواهده، "فتح الباري" (7 / 48).

وصححه الشيخ الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3 / 509).

وهذا لا يتعارض مع كونه أسلم بسبب سماعه القرآن؛ فالله سبحانه وتعالى استجاب لنبيه دعوته؛ بأن يسر لعمر من الأسباب التي تقوده إلى الإسلام؛ ففتح سمعه وقلبه لآيات القرآن الكريم.

وبعد إسلامه دلّه خباب بن الأرت على دار الأرقم بن أبي الأرقم، والذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فذهب إليهم عمر في هذه المرة وقلبه عامرٌ بالإيمان، وعندما وصل عمر وعرف الجميع أنّه على الباب فزعوا بالرغم من أنّه كان هنالك أربعون صحابياً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها، فلم يتقدّم منهم إلّا حمزة بن عبد المطلب، والذي كان معروفاً بقوته وبأسه الشديد أيضاً يدافع عنهم بالرغم من أنّه لم يسلم إلّا قبل يومين أو ثلاثة أيامٍ فقط، وعندما علموا بإسلامه عمّت الفرحة قلوبهم جميعاً. ولكن أيّ شخصٍ طبيعي ستنتهي قصة إسلامه عند هذا الحدّ، ولكن هذا ليس في سيرة عمر بن الخطاب، فقد قام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله ألسنا على الحق، فأجابه نعم، قال: أليسوا على الباطل فأجابه: بلى، قال: ففيم الخفية؟ وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا ويطوفوا في الكعبة فخرج المسلمون في صفين على رأس الأول عمر بن الخطاب وعلى رأس الآخر حمزة بن عبد المطلب والرسول عليه الصلاة والسلام بينهما، يكبرون في الكعبة ويطوفون حولها، وحينها نظرت قريش إليهم بغضبٍ دون أن يقدروا على فعل شيء، وكان هذا الوقت هو الذي اكتسب به عمر لقبه الشهير الفاروق.

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
نسب نبيل ونشأة قاسية
المقال التالي
تسميته بالفاروق