مختصر درس آفات اللسان

منذ 2021-01-11

على المسلم أن يتحرى الصلاح عند اختيار أصحابه، فلا يصاحب إلا التقي الصالح صدوق اللسان عفيف النفس، لأن المرء على دين خليله..

بسم الله الرحمن الرحيم

على المسلم أن يتحرى الصلاح عند اختيار أصحابه، فلا يصاحب إلا التقي الصالح صدوق اللسان عفيف النفس، لأن المرء على دين خليله، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بانتخاب الأصحاب على أساس التقوى والإيمان فقال: «لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ» رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني.

ومن صاحب بذي اللسان فقد يتعلم منه البذاءة والفحش في القول، والمؤمن ليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء، ومن آفات اللسان نذكر منها:

القولُ على اللهِ بلا علمِ: قال الله تعالى: 
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [الأعراف/33].

الكذبُ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ كَذَبَ عَلَي مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ» رواه البخاري (1291) ومسلم (933).

الكذبُ مطلقاً: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا». رواه مسلم (2607).

شهادةُ الزورِ: قال تعالى:
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} [الفرقان/72].

الغيبةُ: قال تعالى: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات / 12].

النميمةُ: قال الله تعالى : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}  [الهمزة/1].

ذو الوجهينِ: قال صلى الله عليه وسلم: 
«إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ» (رواه البخاري) (7179)، ومسلم (2526).

القذفُ: قال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}  [النور/4]. 

الجدالُ بالباطلِ: قال الله تعالى: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا}[سورة الكهف:56].

10ـ الفُحشُ وبذاءةُ اللسانِ: قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ» وصححه الألباني في " صحيح الترمذي . (2002)

11ـ السخريةُ بالمؤمنينَ: قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ}[الحجرات/11].

12ـ الاستهزاءُ بالمؤمنين: قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}  [المطففين :29-30].

13ـ السبُ والشتمُ: قال النبي صلى الله عليه وسلم قال :  «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»  (رواه البخاري ( 48 ) ومسلم ( 64).

14ـ اللعنُ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: 
«لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ» (رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي) .

15ـ الغناءُ المحرمُ: قال النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ» (رواه البخاري في "صحيحه" معلقا (5590).

16ـ اللددُ والخصومةُ: النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ». (الألد الخصم): المُعْوَج عن الحق ، المُولع بالخصومة. رواه البخاري (2457) ، ومسلم (2668).

17ـ الإشاعاتُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 «كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ». (رواه مسلم والبخاري (1/ 10).

18ـ المزاحُ بالباطلِ: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يبلُغُ العبدُ صريحَ الإيمانِ حتَّى يدَعَ المُزاحَ والكَذِبَ، ويَدعَ المِراءَ وإنْ كانَ مُحقّاً» (رواه أبو يعلى).
__________________________
المصدر: مِن محَاسِن الإسلاَم – إعداد: عادل الشدي وأحمد المزيد - وفقهم الله -