معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها - الحي

منذ 2021-02-02

قال ابن القيم: "المقصود: أن لاسم الحىّ القَيُّوم تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات، وكشف الكُربات". (زاد المعاد في هدي خير العباد)

(الحي)

 

  • الدليل:

قال الله تعالى: ﴿ {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } [البقرة: ٢٥٥] .

وقال تعالى: ﴿ {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا } [ طه: ١١١] .

وقال تعالى: ﴿ {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا } [الفرقان: ٥٨] .

وقال تعالى: ﴿ { هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: ٦٥] .

 

  • المعنى:

الحي في لغة العرب خلاف الميت، فالله تعالى هو الحي حياة تامة كاملة دائمة باقية أبدية، ولا يجوز عليه الموت ولا الفناء، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وحياة الله تعالى صفة ذاتية، لم تأت من مصدر آخر، فهو الذي لم يزل موجوداً، ولم تحدث له الحياة بعد موت، ولا يعترضه الموت بعد الحياة، بخلاف المخلوقين، فإن حياتهم مستمدة من خالقهم جلَّ وعلا، وحياتهم يعتورها المرض والكبر والضعف، ثم الموت والفناء، قال الله تعالى: ﴿ {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } [ القصص: ٨٨] ، وقال تعالى: ﴿ {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [ الرحمن: ٢٦، ٢٧] .

 

  • مقتضى اسم الله الحي وأثره:

إذا علم العبد أن ربه حي، وحياته كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، ركن إليه وتعلّق به وتوكّل عليه وسأله ودعاه، فالله تعالى باقٍ وكلُّ ما سواه فانٍ، ﴿ { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٦، ٢٧] ، فالعبد إذا ركن إلى المخلوق وتعلّق به فإنما تعلّق بزائل لا يبقى، أما إذا تعلّق بالله تعالى فإنه الباقي الحي الذي لا يموت، لذا لا بد أن يكون تعلّق العبد بربه، لجوءً ودعاءً وتوكّلاً واعتماداً.

وقد ورد في السنة مشروعية الدعاء بهذا الاسم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها :( {مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ} ) رواه النسائي في (السنن الكبرى)، وحسّنه الألباني في (السلسلة الصحيحة).

قال ابن القيم: "المقصود: أن لاسم الحىّ القَيُّوم تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات، وكشف الكُربات". (زاد المعاد في هدي خير العباد)

 

باسم عامر

أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة البحرين

المقال السابق
المهيمن
المقال التالي
(الخالق - الخلّاق - البارئ - المصوّر)