لماذا يسبّون البخاري ويحرقون كتب ابن تيمية
ماذا يبقى من هذا الدين وهذه الأمّة إذا تخلت عن كلمة نبيها؟ ماذا يبقى إذا تخلت عن تراثها واستسلمت لدعاة السوء
ما من أمّة تخلت عن تراثها وحضارتها، إلا انهارت ولم تقم لها قائمة. فما بالنا إذا كان الهدف هو أن تتخلى هذه الأمّة عن دينها؟
ماذا يبقى من هذا الدين وهذه الأمّة إذا تخلت عن كلمة نبيها؟ ماذا يبقى إذا تخلت عن تراثها واستسلمت لدعاة السوء الذي يرتدون قناع الدعوة الإسلامية، وهم في الحقيقة ليسوا إلا منافقين يدعون إلى دين مهلهل، ليس له معنى سوى ما يريده العدو؟
هل سمعتم عن الغرب يحرق كتب روسو وهيجل ودارون ونيتشه وفولتير، رغم أنها كتب بشرية، تحمل الكثير من النظريات التي ثبت الخطأ فيها؟
يدّعي الكثير من التافهين أنهم أعلم من أئمة الإسلام الذين أسسوا علوم الحديث والفقه وأوصلوا لنا سنّة نبينا، وكل ذلك لا لشيء سوى ادعاء العبقرية والعلم، وهدم هذا الدين.
الإمام البخاري رمز من رموز الإسلام، خصص حياته لخدمة علم الحديث، وجمع كتابه الذي أسماه "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه". فهو لم يؤلف شيئا من عند نفسه، لكنه جمع ما صح عنده من حديث نبينا بعد سفر 14 ألف كيلو متر، وأسس لذلك مع العلماء علوم الجرح والتعديل والرجال والحديث، ووضع أصعب الشروط لصحة الحديث، فكان كتابه أصح كتاب بعد القرآن الكريم. ومع ذلك، يسبّه شخص تافه يريد الشهرة، أو شخص مغرض يريد فصل هذه الأمّة عن دينها.
أمّا ابن تيمية، فقد جمع العلماء فتاواه القيّمة في 37 مجلدا ضخما، حتى كان أول مجلد فهارس لبقية المجلدات، كما شرح الآلاف من العلماء مؤلفاته الفذّة التي تزيد على ثلاثمائة! وقد اشتهر ببطولاته في جهاد التتار، وسُجن 7 مرات لنحو 6 سنوات، وخرجت جنازته من السجن، في سبيل كلمة الحق.
فلنحذر المنافقين في هذا الزمان، كما حذرنا منهم القرآن من أكثر من ألف عام!
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: