تدبر - ربنا إياك نعبد
الفاتحة سر القرآن ، وسرها هذه الكلمة : { إياك نعبد وإياك نستعين} [ الفاتحة : 5 ] فالأول تبرؤ من الشرك ، والثاني تبرؤ من الحول والقوة ، والتفويض إلى الله عز وجل .
حتى يسلم إيمان العبد من أي ناقض أو شرك ينبغي عليه أن يفرد الله تعالى بالعبادة (أي يخلص العبادة لله دون غيره تعالى ) بلا شرك أكبر (كعبادة الأصنام والأضرحة وغيرها) ودون شرك أصغر (كالرياء)
وحتى يتحقق الإيمان ينبغي على العبد أن يعلم ما هي العبادة ثم يعمل بهذا العلم مخلصاً عمله لله , وينبغي ان يتعلم كيفية أداء كل عبادة بطريقة صحيحة غير فاسدة , كما ينبغي أن يتعلم انواع الشرك ونواقض الإسلام حتى لا يقع فيه فتفسد عبادته.
معنى العبادة:
الانقياد والخضوع لله تعالى على وجه التقرب إليه بما شرع مع المحبة.
أو كما عرفها ابن تيمية –رحمه الله تعالى-بقوله: العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله وذلك أن العبادة لله هي الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خلق الخلق لها كما قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]
قال الإمام ابن كثير في تفسير سورة الفاتحة:
الفاتحة سر القرآن ، وسرها هذه الكلمة : { إياك نعبد وإياك نستعين} [ الفاتحة : 5 ] فالأول تبرؤ من الشرك ، والثاني تبرؤ من الحول والقوة ، والتفويض إلى الله عز وجل . وهذا المعنى في غير آية من القرآن ، كما قال تعالى : {فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون } [ هود : 123 ] {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا } [ الملك : 29 ] {رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا } [ المزمل : 9 ] ، وكذلك هذه الآية الكريمة :{إياك نعبد وإياك نستعين} .
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: