بين شرح الصدر وقسوة القلب
قال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ}
قال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدرَهُ لِلإِسلامِ فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ فَوَيلٌ لِلقاسِيَةِ قُلوبُهُم مِن ذِكرِ اللَّهِ أُولئِكَ في ضَلالٍ مُبينٍ} [الزمر: ٢٢]
لمَ ذكر الله سبحانه في الإسلام شرح الصدر، وفي القسوة ذكر القلب؟
"إنما ذكر شرح الصدر باستضاءته بنور الإيمان ولم يذكر القلب الذي فيه؛ ليدل على شـدته وكثرته التي اتسعت فملأت الصدر فضلاً عن القلب، أما القسوة فقد ذكر فيها القلب؛ ليدل على فساده، وأنه بفساده فساد البدن كله.
وإسناد شرح الصدر إلى الله دليل على أن ذلك بإرادته وتوفيقه وأنه خير، بخلاف قسوة القلب فإنها شر محض، وكان مقتضى المقابلة أن يعبر بالضيق وإنما وصفهم بقسوة القلوب لأن ذلك يفيد عدم قبول شيء بخلاف الضيق فإنه مشعر بقبول شيء ولو قليلاً."
- ينظر: نظم الدرر للبقاعي وروح المعاني للآلوسي (سورة الزمر، آية ٢٢)
من كتاب تأملات في آيات النور، للشيخ/ أ.د. يوسف بن عبد العزيز الشبل
- التصنيف: