المنتقى من كتاب " إحياء علوم الدين " للإمام الغزالي - الحلال والحرام, آداب السفر

منذ 2022-01-05

وقال سهل رحمه الله: من أكل الحرام عصت جوارحه, شاء أم أبى, علم أو لم يعلم, ومن كانت طعمته حلالاً أطاعته جوارحه, ووفقت للخيرات.

كتاب الحلال والحرام

قال الله تعالى: ( كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) [المؤمنون:51] قيل إن المراد به: الحلال, وقال تعالى: {( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل )} [البقرة:188] والآيات الواردة في الحلال والحرام لا تحصى. الدين للإمام

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « رب أشعث أغبر مشرد في الأسفار, مطعمه حرام, وملبسه حرام, وغذي بالحرام, يرفع يديه, فيقول: يا رب, يا رب, فأنى يستجاب له »

وقال عليه الصلاة والسلام: « كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به »

وورد أن الصديق رضي الله عنه شرب لبناً من كسب عبده, ثم سأل عبده فقال: تكهنت لقوم فأعطوني, فأدخل أصبعه في فيه, وجعل يقيء.

وقالت عائشة رضي الله عنها: إنكم تغفلون عن أفضل العبادة, وهو الورع.

وقال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: ما أدرك من أدرك, إلا  من كان يعقل ما يدخل جوفه.

وقال يحيى بن معاذ: الطاعة خزانه من خزائن الله, إلا أن مفاتحها الدعاء, وأسنانه لقم الحلال.

وقال سهل رحمه الله: من أكل الحرام عصت جوارحه, شاء أم أبى, علم أو لم يعلم, ومن كانت طعمته حلالاً أطاعته جوارحه, ووفقت للخيرات.

وعن علي رضي الله عنه قال: إن الدنيا حلالها حساب, وحرامها عذاب.

وروى أن بعض الصالحين قال: نحن لا نأكل إلا حلالاً, فلذلك تستقيم قلوبنا.

كتاب آداب السفر

السفر وسيلة إلى الخلاص عن مهروب, أو الوصول إلى مطلوب ومرغوب فيه...فإن كان مطلبه العلم والدين, أو الكفاية للاستعانة على الدين, كان من سالكي سبيل الآخرة.

والسفر نوع حركة ومخالطة, وفيه فوائد وله آفات.

أقسام السفر:

القسم الأول: السفر في طلب العلم, قال عليه الصلاة والسلام: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة.)

ورحل جابر بن عبدالله رضي الله عنه, من المدينة إلى مصر, شهراً في حديث بلغه, وكان سعيد بن المسيب يسافر الأيام في طلب الحديث الواحد.

القسم الثاني: أن يسافر لأجل العبادة, إما لحج, أو جهاد.

القسم الثالث: أن يكون السفر للهرب من سبب مشوش للدين.

القسم الرابع: السفر هرباً مما يقدح في البدن, أو في المال.

فهذه أقسام الأسفار...ولتكن نيته الأخرة في جميع أسفاره...فلا يسافر إلا إذا كان زيادة دينه في سفره, ومهما وجد قلبه متغيراً إلى نقصان فيقف ولينصرف.

وينوي في دخول كل بلدة أن يرى شيوخها, ويجتهد في أن يستفيد من كل واحد منهم أدباً, أو كلمة لينتفع بها.

ويلازم في الطريق الذكر, وقراءة القرآن.   

         كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

المقال السابق
آداب الكسب والمعاش
المقال التالي
الأخوة والصحبة (1)