الوصاية للمتدينين أم لغيرهم ؟
منذ 2022-03-24
عندما يدعو المتدينون الناس لتعاليم دينهم يعتبرهم الكثير أوصياء على المجتمع، وعندما يدعو خصومهم المجتمع لمبادئهم -عبر وسائلهم الضاغطة وآلتهم الإعلامية الضخمة- لا يعتبرهم الكثير أوصياء.
في أغلب المجتمعات الإسلامية يتنازع توجيه المجتمع فئتان (غير الجهات الحكومية) :
الفئة الأولى: المتدينون. والفئة الأخرى: خصومهم.
ومن يتابع سجال وحراك الفئتين سيلاحظ التالي :-
- عندما يدعو المتدينون الناس لتعاليم دينهم يعتبرهم الكثير أوصياء على المجتمع، وعندما يدعو خصومهم المجتمع لمبادئهم -عبر وسائلهم الضاغطة وآلتهم الإعلامية الضخمة- لا يعتبرهم الكثير أوصياء.
- المتدينون لا يملكون من وسائل التأثير سوى منابر الجمعة والمساجد وبعض حسابات التواصل، بينما يملك خصومهم أغلب وسائل الإعلام ومراكز التوجيه والمال.
- غالب المتدينين يعملون لنشر دعوتهم بلا مقابل مادي، بينما يُعطى خصومهم -لنشر مبادئهم- رواتب ومكافآت عالية من الجهات التي يعملون لها.
- يقوم المتدينون برعاية الفقراء والأيتام والأرامل ونحوهم، ويسعون للإصلاح الأسري والمجتمعي ، بينما لا يُولِي خصومهم هذه الأمور إلا أقل اهتماماتهم، بل يقومون بأعمال قد تؤثر سلباً على المجتمع وترابطه.
- يلجأ المتدينون – من أجل دعم أعمالهم الخيرية- إلى المحسنين، وقد يلقون حرجا وعنتاً من بعضهم. بينما لا يحتاج خصومهم لاستجداء أحد لدعم برامجهم وفعالياتهم باهظة التكلفة.
- يتعرض المتدينون للمضايقات وحملات التشوية من داخل مجتمعهم ومن خارجه، أما خصومهم فيلقون الدعم والمساندة.
- يدعو المتدينون المجتمع -بشكل مستمر- إلى فعل الطاعات والبعد عن المحرمات، لأجل سعادتهم في الدارين، ولا يسألون الناس أجراً على ذلك، بينما يُزيّن ويُقرِّب خصومهم تلك المحرمات للناس. وقد يكون هذا أحد أسباب عدم رضى كثير من الناس على فئة المتدينين، وقربهم من خصومهم، كما قال التابعي أويس القرني : "إن قيام المؤمن بأمر الله لم يُبق له صديقاً. والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر (يعني رحمة بهم وخشية سخط الله) فيتخذونا أعداء، ويجدون على ذلك من الفساق أعوانا".
ختاماً .. إن التأمل في هذه الملاحظات والفروقات بين الفئتين يُجلِّي ويبين للمنصف الباحث عن الحق أي الفئتين أحق بسماع خطابها ومساندتها والذب عنها.
كتبه/ منصور بن محمد الـمقرن almegrenm@gmail.com
- التصنيف: