موت الصحفية شيرين أبو عاقلة
رؤوس أقلام للناس الهادئة العاقلة بخصوص موت الصحفية شيرين أبو عاقلة
• ليكن جدالُك بالتي هي أحسن بعلمٍ وأدبٍ وحكمة، فقد أمرك الله بهذا؛ قال تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].
• لتكن مخلصًا عند عرض نُصحك وعند جدالك، فلا يكن قصدُك الغلبة أو إظهار نفسك، أو الانتقام من شخص معينٍ، أو التنكيل بفصيل معين، بل اجعل نيَّتك لله.
• فرِّق في جدالك بين المتكبر المعاند وبين الجاهل التائه، واعلَم أنك في زمان زاد رجسُه وقلَّ علمُه وخيرُه.
• عدمُ معرفة البعض للحكم الشرعي جهلٌ، ودعوتك إلى الله بسخرية واستهزاء وبغير حكمة وأدب جهلٌ أيضًا، بل قد يكون أعظم فلا يَغلبنَّ جهلُك جهلَهم، واستعِذ بالله أن تكون من الجاهلين.
• للأقصى مكانةٌ عظيمة في نفوس المسلمين، فحافِظ عليها ولا تَخدشها فضلًا عن أن تُسقطها من قلوبهم.
• حبُّ الأقصى والدفاع عنه نابعٌ من العقيدة، وليس شيئًا ثانويًّا، فلا تُهمِّشه، بل عظِّم أمره في قلوب المسلمين.
• الحِلمُ والأناة من الصفات التي فاتَت الكثيرين، فكن حكيمًا وتخيَّر الوقت المناسب والوجه المناسب.
• اسمَع حيثيات الأمور جيدًا، وأحِط بها علمًا قبل أن تدلي بدَلْوك.
• لا تنقل شائعات قبل أن تتثبَّت منها، ولا تعمِّم حكمَ البعض على الجميع.
• علاج الخلل العقدي لن يتأتَّى بالتنبيه عليه فقط، بل لا بد من خطب كثيرة ودروس عديدة منك أيها الداعية إلى الله في المساجد والمجالس.
• طريقة التشنج والاستهزاء في عرض الحكم قد تأتي بنتيجة عكسية، فلا يكن إنكارُك للمنكر سبيلًا إلى وقوع منكرٍ أكبرَ.
• تأخير البيان أحيانًا ليس جبنًا ولا محاباة، بل حكمة ورَويَّة وفَهْم للمجريات والمآلات.
• كثير من الدعاة بالفعل هَمُّهم نُصرة الدين والذب عنه، لكن ليس ذلكم سلاح الداعي وحده.
• الهداية ليست بيدك، فاعرِض بضاعتك واصبِر عليها، وليس عليك هدى الناس، بل الهداية بيد الله، وإنْ عليك إلا البلاغ.
• هناك من الدعاة من يتصيَّدون الأحداث؛ ليظهروا جدالهم العقيم، سواء في التشديد أو التمييع.
• هناك مَن هَمُّه النكاية في الآخرين؛ ليثبت أن طريقته هي المثلى، ولا يدري المسكين أنه لم يكن دافعُه إلا الشخصنة والحَميَّة.
• ورد أن الفضيل بن عياض قال: «العلماء كثير والحكماء قليل، وإنما يراد من العلم الحكمة، فمن أُوتي الحكمة فقد أُوتي خيرًا كثيرًا».
• كثير من الناس ينتظرون حدثًا ما ليجادلوا بعنف؛ سواء فرَّطوا أو أفرَطوا، أخلَصوا النية أو لم يُخلصوا، هم في جانب والحكمة في جانب آخرَ، الحكيم هو من يعلم متى يتكلم وكيف.
• في مثل هذه الأمور الشائكة حاوِل نُصحَ من يُخطئ على الخاص، وليس أمام الناس؛ كي يؤتي نصحُك أُكلَه.
• حبذا لو بدأتَ توضيحَك للحكم بمقدمة لطيفة وبأدلة وافية من القرآن والسنة، مع التركيز على قصة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب، ومظاهر نصرته للرسول، وحرص الرسول صلى الله عليه وسلم أشدَّ الحرص على هدايته وإسلامه، ثم حزنه البليغ على فقْده له، وكذا وفاته دون نور الإسلام.
• لا حرج أن تحزَن على شخصٍ مات وإن كان مخالفًا لك في الدين، خاصة إذا كان صاحب قضية حقٍّ اشترك معك فيها، ولا حرَجَ عليك في حزنك على موت قريبك غير المسلم أو جارك أو زميلك، فالحزنُ شيء والموالاة والمحبة شيء آخرُ.
• لا يجوز الترحم ولا الاستغفار لمن مات على غير الإسلام، والأدلة على ذلك متضافرة وبينة، مهما حاول المدلسون طمسَها أو لَيَّ عُنقها.
• جواز زواجك من كتابية ليس معناه أنك ستترحَّم عليها، أو تطلُب لها المغفرة عند موتها، وتأمَّل خاتمة الآية في سورة المائدة: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5]، قال: ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله بعد إباحته للزواج من الكتابية.
قال بعض المفسرين: كي لا يظن المسلم المتحرِّج من الزواج منهنَّ لأنهم أهل كتاب - أن الله لا يعلَم شركهنَّ، بل يعلم، وأخبر أن عملهنَّ قد حبِط بسبب كفرهنَّ، وقال البعض: كي لا تظن الكتابية أن زواجها من مسلم سيغني عنها من الله شيئًا، وقال البعض: كي لا تظن الكتابية أنها على حق طالما أُبيح للمسلم الزواج منها.
• هذا الزمان يحتاج منا إلى رفقٍ أكثر بالمسلمين، وما كان الرفق في شيء إلا زانه.
• نعم طغت (الإنسانوية) على كثير من جهلة المسلمين وقدَّموها على شريعة الإسلام، لكن لا يَحمِلنَّك جهادُك للإنسانوية أن تنفِّرَ الناس من الإسلام، أو تحملهم على بُغضه والأعراض عنه.
• قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن منكم لمنفِّرين»، ووالله كثيرٌ من الشباب يستجيب بالرفق ويلتزم بالشرع.
ودينُ الإسلام قادمٌ ولو كره الكافرون.
___________________________________________________
الكاتب:د. محمد أحمد صبري النبتيتي
- التصنيف: