تدبر - يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ (4) البقرة
القرآن هدى للمتقين الذين حققوا صفات ذكرها تعالى في صدر سورة البقرة منها:
يؤمنون بالغيب
يقيمون الصلاة
ينفقون مما رزقهم الله
ومن صفاتهم البراقة أنهم:
{ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ (4) } [البقرة]
حققوا الإيمان بما أنزل على سول الله صلى الله عليه وسلم فعاشوا حياتهم الدنيا في ضوء كتاب الله وسنة رسول الله,صلى الله عليه وسلم , وعاشوا في نور الإسلام حياة حقيقية وطبقوا تعاليمه تطبيقاً واقعياً أحال حياتهم إلى نور وضياء واطمئنان.
فتعلموا الكتاب والسنة وعملوا بهما ودعوا إليهما, فالطريق يبدأ بالعلم , ويمر بالعمل ومعه الدعوة, وهذا هو الصراط وذاك هو الطريق.
كما أن أهل التقوى حققوا الإيمان بجميع الرسل وأكملوا طريق المؤمنين الواحد من لدن آدم عليه السلام وحتى آخر المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم, فهم امتداد للمؤمنين من قبلهم يحبونهم ويوالونهم ويمشون في نفس الطريق.
قال السعدي في تفسيره :
{ {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} } وهو القرآن والسنة، قال تعالى: { {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } } فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول, ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه, فيؤمنون ببعضه, ولا يؤمنون ببعضه, إما بجحده أو تأويله, على غير مراد الله ورسوله, كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة, الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم, بما حاصله عدم التصديق بمعناها, وإن صدقوا بلفظها, فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا. وقوله: { { وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} } يشمل الإيمان بالكتب السابقة، ويتضمن الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه, خصوصا التوراة والإنجيل والزبور، وهذه خاصية المؤمنين يؤمنون بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل فلا يفرقون بين أحد منهم.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: