تدبر - سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم

منذ 2022-11-02

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6)

نوع من البشر أعرضوا عن الله وازدادوا بعدا واختاروا طريقاً غير طريقه فحادوا عن الحق وأبغضوه حتى لم يعد يجدي معهم تذكير ولا دعوة ولا نصيحة.

ما أقسى هذا الوصف عندما يطلقه من بيده تثبيت القلوب  وتقليبها سبحانه, عندما يصف الرحمن الرحيم صاحب الرحمة الواسعة, والغفور صاحب المغفرة والصفح بعض خلقه بأن قلوبهم انسدت حتى أن النصيحة لم تعد ذات نفع لهم فهذا والله هو الخسران المبين.

قال تعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) }

قال الإمام السعدي في تفسيره :

لما ذكر صفات المؤمنين حقا, ذكر صفات الكفار المظهرين لكفرهم، المعاندين للرسول يخبر تعالى أن الذين كفروا, أي: اتصفوا بالكفر, وانصبغوا به, وصار وصفا لهم لازما, لا يردعهم عنه رادع, ولا ينجع فيهم وعظ، إنهم مستمرون على كفرهم, فسواء عليهم أأنذرتهم, أم لم تنذرهم لا يؤمنون، وحقيقة الكفر: هو الجحود لما جاء به الرسول, أو جحد بعضه، فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة إلا إقامة الحجة, وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول صلى الله عليه وسلم في إيمانهم, وأنك لا تأس عليهم, ولا تذهب نفسك عليهم حسرات.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وبالآخرة هم يوقنون
المقال التالي
ختم الله على قلوبهم