غلمان المواخير والإسلاميون

منذ 2011-11-16

إمارات مبعثرة , ومماليك شاردة ,وطغاة لا زالوا يعيشون بمنطق الأمر والنهي , وإصدار الفرمانات , وتماسيح تذرف الدمع الخادع , ترفع العقيرة بالبكاء على ما كان علّه أن يعود يوما .

وفي الجوار أصوات مرتفعة بنغمات شاذّة تصدر من أفواه أنتنت من كثرة نطق بالباطل , وغناء بالشر , تنبعث من كلماتهم ريح غلمان المواخير الذين لا يجدون إلّا أن تظل نيران المواخير مشتعلة , وخمر الحانات مصبوبة , فهم غلمان وإن لزم الأمر كانوا فتيات ليل .... فلا حرج عندهم في مضاجعة الشر والأشرار على رؤوس الندامى وبين أظهرهم ... فلتبق الحانة بالسكارى والشواذ عامرة فوق جثمان الفضيلة , وعلى أطلال الحق وبقايا العدل .

بهذ الهيئة يحيا جرذان العهد البائد : أنفاس كذب , وأصوات مكر , وصوت كيد تصنع الفتنة وتؤجج نيرانها , فقد فات ما فات من النعيم بينما أبواب الجحيم قد بدأت مصاريعها تنفتح لتحرق أفئدتهم وأجسادهم .

جحيم هؤلاء ليس نارا محرقة ,ولا مياها مغرقة , ولا جلادا يسوقهم ليلهب بسياط زبانيته ظهورهم , إنما هو العدل الذي إن تحقق طرد الاستبداد وساوى بين الرؤوس , وجعل خير الناس أتقاهم .

هذا جحيمهم الذي سيمنعهم ما يمنحهم سادتهم وكبراؤهم من كهنة الاستبداد وزبانيته وصانعي وثنه , وملئهم , فلا طاغية إلا وهؤلاء حوله يمجدونه ويقدسونه ويزينون له سوء عمله , ويباركون خطاه نحو خطاياه طمعا في انتفاخ الجيوب والكروش .

هؤلاء أغراهم مال الأقباط المتطرف , ومن قبل أموال السلطة المختلطة بدم الضعفاء وكد الفقراء وعرق المساكين , وسال لعابهم حين برز المال الأمريكي المسحوب من أرصدة طغاة العرب في بنوكهم , لقد وجدوا مع المال صوتا مسموعا , وصورا مرئية , وقلما يقطر زيفا وزورا , وصورة على الشاشات فلم لا يكتبون لإرضاء سادتهم وكبرائهم ؟؟؟؟؟

هكذا صارت طبيعتهم طبيعة غلمان المواخير , ممن لا يجدون حرجا في التأنث والتخنث وهز الأرداف والبطون والتحول من (( الذين )) إلى (( اللاتي )) أو (( اللواتي )) أو (( اللوائي )) وربما (( اللتين )) إن لزم الحال واقتضى الوقت .

ولا يجد غلمان المواخير حرجا في أن يكونوا رجالا ولو بعض الوقت – مع أن في ذلك عليهم شقة وعنتا - لكن ليس مهما أن تتلون لتقبض !! المهم أن تتحدث عن دمار منتظر للوطن المكلوم إن تحوّل إلى الإسلام حكما وشريعة , فيرتفع صوت الغلمان ممن ورثوا الديانة عن سجاح ومسيلمة الكذّاب , ليذرف الدمع هتاناً على إخوته ممن لم يسلم أجدادهم كما أسلم جده (( الأحمق )) ليرث ديانة جده .

كيف لا أدري لماذا ربما أنني عرفت السبب ؟

كيف يدخل المسلمون الجنة والباقون إلى النار ؟؟

ما ذنبهم ؟وما جنوا ؟

ألأنهم قالوا : إن الله ثالث ثلاثة ؟ أو المسيح ابن الله ؟؟

أهذه تهمة تدخل النار ؟؟ إن هذا لشيء عجاب .!!!!

بينما يقاتل أحدهم طواحين الهواء في مقال مسروق ليثبت أن دولة الظلم إنما أرسى دعائمها ابن عفان ذو النورين .

وتصرخ الآثمة : لو طبقتم الإسلام سيقتل العباد !!!

ولو صدقت لقالت : سأستر كتفي وصدري وبقية جسدي العاري وهذا مما لا أطيق !!

عباءات الخوف التي يرتديها غلمان المواخير أجبرتهم على رفع العقيرة بالصوت والنياحة أمام كابوس فوز الإسلاميين بأغلبية برلمانية تتيح كتابة دستور هو أقرب إلى الإسلام من غيره .

هال القوم مشهد اللحى وهي تتقدم بأوراق ترشحها على أبواب اللجان , فكيف إن وصلوا للبرلمان؟ بل ووافقوا ورفضوا وشرّعوا ؟؟؟

أما يكفيهم صوت المآذن ليل نهار تقض المضاجع وتذكر بالإسلام قسرا وقهرا ؟؟

تصاحب الأذان أصوات القراء بالقرآن وصيحات المنابر .

هؤلاء صاروا على قناعة كاملة - كما قال أحدهم - : أنهم أقلية .

أقلية بلا لحية .

أقلية بلا نقاب .

وأقول : أقلية بلا دين .. بلا مباديء .... بلا قيم .... بلا شرف .

فليشعل الغلمان نار الفتنة في الوطن ليحترق الوطن ... فما الوطن بوطن إن لم نقبض الثمن .

إنه وطن حين نجد من يشتري منا ونبيع له .... ولكن أن يصبح الوطن وطنا بحق وطن عدل وحق ودين ... فما هذا لنا بوطن ..بل دار غربة وشتات .

هذي حقيقة آل ليبرال , وبني علمان ,وأسرة الصهيو أقباط في مصر , لم يبق بينهم وبين الخسارة الكبرى إلا أمتار قليلة هي الانتخابات , خاصة أنهم لا زالوا يعانون من الآثار الجانبية ل (( غزوة الصناديق )) .

لذا لن يدخروا جهدهم في إشعال الفتيل لتوقظ الفتنة من جديد لتحقيق مآربهم .

ماسبيرو لا ولن تكون الأخيرة في سلسلة الفتن المصطنعة في وطن يترنح , بل أتوقعها عشرات من النسخ (( الماسبيروية )) أشدّ وأعتى مع انشغال الدولة والإسلاميين بالإعداد للانتخابات ... وأرجو أن أكون مخطئا , لكن يساورني الشك بنسبة كبيرة أن الأيام لن تمر بلا ماسبيرو جديدة تعمّق الجراح بعد سقوط الأقنعة عن كهنة الفتنة والدم , وعن المتأقبطين الذين ملأوا الدنيا صراخا وعويلا نياحة وبكاء على (( شهداء شنودة )) بينما قتلى القوات المسلحة المصرية المحتلة لا بواكي لهم .

وتزداد قناعتي حين أجد أفرادا قددخلوا الحلبة ممن اتشحوا بالسواد أو اتشحن به ليشاركوا في المؤامرة – ولو عن حسن نية واستغفال - ليشارك هؤلاء في النياحة على شهداء الشنوتي داعين الرب أن يسكنهم ملكوته الأعلى , وأن يدخل شهداء الجيش إلى هلكوته .

فوز الإسلاميين ليس هاجسا ولا كابوسا ولا شبحا ...بل عقدة تطارد الغلمان ولو استفاقوا منها لحظات لأنها (( ساعة تروح وساعة تيجي )) والبوادر لائحة ظاهرة والأدلة متواترة , ومما يزيد قناعتي أيضا أن الأحداث ستلتهب وتزيد ضراوة تعامل الدولة ممثلة في المجلس العسكري بيد مرتجفة مع أحداث ماسبيرو , مما يعد مكسبا للغلمان وللكنيسة التي بيدها المال والسلطة الروحية على الغلمان .

وعلى قدر قلقي وحذري من أولئك على قدر خوفي على بني منهجي من الإسلاميين الذين يحسنون الظن بالجميع ولا يملكون خبرة حقيقية للتعامل مع الأزمات التي تديرها الكنيسة والليبراليون بدقة متناهية , فهي خبرات مفقودة وقوة لا نملكها , علما بأن الانتخابات لا ضمان لنزاهتها حتى هذه اللحظة , الانتخابات ليست تجميع أصوات فحسب بل هي لعبة مال وعصبية وبلطجة وأحابيل لم نخبرها بعد ,,, ولست وحدي من يساوره القلق وتهاجمه المخاوف من هذه الناحية فهناك من يشاركني الرأي في هذا ...... حتى لا أتهم بالتشاؤم والتضليل .

إن علينا أن نصدق أنفسنا فوراءنا من ينتظرنا ويرسل ثقته الكاملة واضعا إياها فينا فهل نحن على قدر المسئولية ؟

وعلى الجميع أن يفهم أن عمر الدول لا يكون خمس سنوات فقط , وأن البرلمان ليس طريق إقامة مجتمع مسلم , إنما مجرد خطوة استثنائية في معترك الجهاد السياسي والشرعي لإقامة حكم الله في الأرض .

وعلى من توضّرت يداه بالعمل السياسي أن يكون في حجمه , وأن يعرف أحابيله لا أن يقف في مكانه منتظرا النتيجة... والنوايا الحسنة وحدها لا تكفي ... وتحسين الظن بالكل لا محل له ها هنا .

أكاد أقتل حسرة حين أجد اننا لا نستطيع تطبيق المنهج الإسلامي في السياسة الشرعية رغم امتلاكنا له, لكنها عقدة الخوف التي تجذّرت في قلوب بعضنا فيصعب استئصالها .

وعلى الإسلاميين أن يعلموا أن العمل الدعوي بالمساجد والعمل الاجتماعي هما سبيل لا يستهان به في طريق تحقيق حكم إسلامي حقيقي .

غلمان المواخير استعدوا وجهزوا الأزمات للتصدير فهل نحن مستعدون أم سنشجب ونستنكر لنصل إلى ردّة للعهد البائد تنتظرنا جميعا وهناك لا ينفع ندم ولا عض على أنامله .

للفائدة ارجع لهذا الرابط

http://www.ettaher.com/main/play-403.html

المصدر: المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير- فضيلة الشيخ حامد بن أحمد الطاهر