الربيع العربي.. بداية لإحياء ثقافة الجهاد وتحرير القدس

منذ 2011-12-10

أكد المشاركون في ندوة "القدس رمز الصراع وبوابة الانتصار" والذي نظمتها الجمعية الشرعية على ضرورة إعادة القضية الفلسطينية لمكانها الطبيعي في قلوب وعقول المسلمين


أكد المشاركون في ندوة "القدس رمز الصراع وبوابة الانتصار" والذي نظمتها الجمعية الشرعية على ضرورة إعادة القضية الفلسطينية لمكانها الطبيعي في قلوب وعقول المسلمين، والعمل على نشر ثقافة الأمل ونبذ ثقافة التخاذل والاستسلام.

وشدد المشاركون أيضا على أن السبيل الوحيد لتحرير القدس الشريف هو الجهاد، وذلك مع وضع (الوقت والفقه) في الاعتبار، واستحضار نية الجهاد والدعم الفكري والمادي للمجاهدين في فلسطين. وناشدوا الأمة الإسلامية استخدام سلاحي الدعاء لله بالتمكين مع المقاطعة على جميع المستويات ومن جميع الأفراد والدول والمؤسسات والتجار.

وشارك في الندوة مجموعة من علماء الدين ورجال الفكر والثقافة، فحاضر فيها فضيلة الأستاذ الدكتور "محمد المختار المهدي" الرئيس العام للجمعية الشرعية، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور "صلاح سلطان" أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم، والأستاذ "صلاح عبد المقصود" مدير مركز الإعلام العربي، والأستاذ "خالد الترعاني" عن حملة (كرامة) وهى الحملة الأوروبية لمقاطعة الشركة الفرنسية (آلستوم) وشركاء تهويد القدس.

وأكد العلماء المشاركين أنه لابد من إحياء ثقافة المقاومة والجهاد وكذلك ثقافة الأمل في نفوس أطفال وشباب المسلمين لان القدس لن تتحرر إلا بذلك.. وأشاروا إلى أن الثورات العربية هي البداية الصحيحة لإنهاء الأنظمة الفاسدة التي كانت تحمي إسرائيل وتطبع معها.

وتحدث الدكتور "محمد المختار المهدي" الرئيس العام للجمعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية فأكد أن الصراع بين المسلمين واليهود ليس مؤقتا أو طارئا وإنما هو صراع وجود لا حدود إلى يوم القيامة ولن تجدي معهم معاهدات سلام لأنهم بشهادة القرآن اشد الناس عداوة للذين امنوا وأنهم ناقضو كل العهود ليس مع البشر فقط بل مع رب البشر حيث لم يلتزموا بأوامره ولم ينتهوا عما نهاهم عنه.

وقال: إن الصراع حول القدس سيستمر حتى تتحرر بالجهاد الذي يقوم به المسلمون أصحاب الحق ضد اليهود أصحاب الباطل الذين حاولوا تزييف وتزوير التاريخ وتغيير الجغرافيا لإثبات أن لهم حقا فيها رغم أنهم لم يجدوا أثرا يهوديا واحدا يؤكد مزاعمهم ولهذا اتجهوا إلى الاعتداء على دور العبادة والمقدسات الإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى على عكس تصرفات المسلمين الذين يمثلون الحق وكفلوا الحماية والرعاية لأهل الكتاب حيث حرم الإسلام الاعتداء على أرواحهم أو ممتلكاتهم أو دور عباداتهم أو أعراضهم بل إنهم عاشوا بيننا في إطار القاعدة الإسلامية "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".

وطالب الدكتور "المهدي" من مصر الثورة -حكومة وشعبا- وضع قضية القدس في قمة أولوياتها لان تحريرها لن يكون إلا بالجهاد الذي يقوده المصريون خير أجناد الأرض والذين هم في رباط إلى يوم القيامة كما اخبرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. فهذه الأولوية أهم من حصر جهودنا في اعتصامات في حين يقوم اليهود الذين وصفهم القرآن بأنهم شر دواب الأرض باحتلال الأرض المقدسة اعتمادا على بعض الأكاذيب التي جاءت في تلمودهم المحرف.

وأكد الدكتور "صلاح سلطان" رئيس اللجنة الشعبية لمكافحة تهويد القدس إن هذه المدينة المقدسة مقياس ضعف وقوة الأمة بمعني أنها إذا كانت في حوزة المسلمين فهذا دليل على القوة والوحدة المسلمين أما إذا كانت هذه القدس تحت راية غير الإسلامية فإنها تعطي إشارة إلى تفرق الكلمة وهذا ما يحاول الأعداء فرضه الآن من خلال خصخصة القضية الفلسطينية بجعلها قضية الفلسطينيين فقط بدلا من أن تكون قضية الأمة وذلك بهدف تفكيك الاهتمام بها.

وأشار الدكتور "صلاح" إلى أنه في أبريل الماضي كان اليهود يحتفلون بافتتاح كنيسة خراب الذي أراه بداية النهاية لهم ولكن ما أخشاه حالة التراخي التي أصيب بها مجتمعاتنا، رغم مخططات هدم الأقصى التي بدأت منذ عشرات السنين ويعد افتتاح كنيس الخراب هي تمهيد وإعلان صريح على هدم الأقصى. ولهذا يجب علينا تنفيذ فتاوى العلماء بأنه لا يجوز التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.

وحذر الدكتور "صلاح" من حالة اليأس والإحباط التي تسود الأمة الآن ولهذا لابد من التأمل في سورة الحشر التي تعرض لصراع المسلمين مع اليهود وان النصر سيكون نصير المسلمين بإذن الله بشرط أن نعود إلى الله ونطبق عمليا قوله تعالي: {واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [الأنفال:60]. وسيُخيب الله ظن اليهود إن حصونهم وجدرانهم لن يكون مانعا وحاميا لهم، وسيأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا، وسيقذف في قلوبهم الرعب، ويخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين مستقبا، مثلما تم ذلك في الماضي حيث كانت المعركة يقودها الله وكان المسلون أسبابا.

وأوضح الدكتور "صلاح سلطان" أن هناك مبشرات عديدة للنصر منها الثورات العربية ووصول الإسلاميين إلى الحكم مما يؤذن بقرب نهاية إسرائيل وخاصة إن الانتفاضة في فلسطين مازالت مستمرة، ومن المبشرات كذلك أن قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مشتاقة ومتعلقة بهذه الأرض المباركة، ولهذا لابد من إحياء عقيدة الأمل وثقافة وعقيدة الجهاد.

ودعا الكاتب الصحفي "صلاح عبد المقصود" رئيس مركز الإعلام العربي إلى جعل قضية القدس في قلب كل مسلم من خلال مناهج التعليم والتنشئة الدينية ووسائل الإعلام، وأن يتم استثمار الثورات العربية لتغيير واقع التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي دفع ضربته الإسلاميون في الوقت الذي كان يتم النظر فيه لإسرائيل على أنها دولة صديقة ومن يهاجمها يحاكم ولهذا فإن سقوط الأنظمة العربية الفاسدة سيكون مقدمة لتحرير القدس وقد اعترف قادة إسرائيل من مخاوفهم من نهاية دولتهم على يد الإسلاميين بعد أن أجبر مبارك قادة منظمة التحرير على التنازل عن بـ78% من أرضهم لإسرائيل.

وعرض "خالد الترعاني".. منسق حملة كرامة الأوروبية للتصدي لتهويد القدس لمسيرة التصدي لأنصار التهويد في الغرب حتى أنه تم محاربة كبري الشركات المعروفة بمساندتها للتهويد ومنها الشركة التي قامت بعمل قطار القدس بعد أن حصلت على حق إنشاء قطار مكة - المدينة بمبلغ 15 مليار دولار وجاري رصد بقية الشركات ومحاربة استثماراتها في البلاد العربية والإسلامية، وكذلك هناك بشائر للنصر ومنها أن رومانيا وبولندا هناك حركة رجوع اليهود المهاجرين منهما لإسرائيل وكذلك أصبحت ألمانيا الوجهة الأولي لهجرة اليهود بدلا من فلسطين للمرة الأولى منذ تاريخ احتلال الصهاينة لبلادنا.

ومن الجدير بالذكر أن إدارة الندوة جاءت على نحو عالي من الفكر والحرفية، ويرجع الفضل في ذلك للدكتور "عبده مقلد" الأستاذ بجامعة الأزهر والذي دعا الأمة إلى توحيد صفوفها لأن التاريخ يؤكد أنه لا تحرير للقدس إلا عن طريق مصر، وهذا ما حدث مع صلاح الدين في حطين ضد الصلبين، وسيف الدين قطز ضد التتار.

المصدر: جلال سعد الشايب -مجلة البيان