قيام الليل يجعلك من الصالحين

منذ 2024-04-20

قال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ...}

قال تعالى: {لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 113 115].

 

تفسير الآيات:

نزلت هذه الآيات فيمن آمن من أحبار أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام، وأسد بن عبيد، وثعلبة بن سعْية، وغيرهم، والمعنى: لا يستوي مَن تقدم ذكرهم بالذم من أهل الكتاب، وهؤلاء الذين أسلموا، ولهذا قال تعالى:  {لَيْسُوا سَوَاءً} أي: ليسوا كلهم على حد سواء، بل منهم المؤمن ومنهم المجرم، ولهذا قال تعالى:  {مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ} أي: قائمة بأمر الله، مطيعة لشرعه متبعة نبي الله، فهي  {قَائِمَةٌ} يعني مستقيمة  {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} أي: يقومون الليل، ويكثرون التهجد، ويتلون القرآن في صلواتهم  {يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}، وهؤلاء هم المذكورون في آخر السورة:  {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 199]،وهكذا قال هاهنا:  {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ} أي: لا يضيع عند الله، بل يجزيكم به أوفر الجزاء  {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} أي: لا يخفى عليه عمل عامل، ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا[1].

 

ما يستفاد من الآيات:

1- فضل تلاوة القرآن، وقيام الليل.

 

2- فضل الإيمان بالله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والمسارعة إلى الأعمال الصالحة.

 

3- الله عز وجل لا يضيع عمل عامل، ولا يضيع لديه أجر من أحسن عملا.

 


[1] انظر: تفسير ابن كثير (2 /105).