الصدقات تقيك حر النار

منذ 2024-12-05

شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال؛ لأن الصدقة بالمال تحيا بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها، والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن ويحسن موقعها من قلبه، فاشتبها من هذه الجهة.

في الصحيحين عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» [1].

 

معاني المفردات:

وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ: أي أعرض بوجهه.

 

اتَّقُوا النَّارَ: أي اجعلوا بينكم وبينها وقاية من الصدقة وعمل البر.

 

بِشِقِّ تَمْرَةٍ: أي بنصف تمرة،أي ولو بشيء يسير.

 

شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم الكلمة الطيبة بالصدقة بالمال؛ لأن الصدقة بالمال تحيا بها نفس المتصدق عليه ويفرح بها، والكلمة الطيبة يفرح بها المؤمن ويحسن موقعها من قلبه، فاشتبها من هذه الجهة.

 

في الصحيحين عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « «مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» »[2].

 

معاني المفردات:

لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ: أي يكلمه الله بلا واسطة، والترجُمانُ هو مفسِّر الكلام من لغة إلى لغة أخرى.

أَيْمَنَ مِنْهُ: أي عن يمينه.

 

مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ: أي عمله الصالح.

 

أَشْأَمَ مِنْهُ: أي عن شماله.

 

فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ: أي ما عمله السيء.

 

تِلْقَاءَ وَجْهِهِ: أي أمامه.

 

فَاتَّقُوا النَّارَ: أي إذا عرفتم ذلك فاحذروا منها، ولا تظلموا أحدا.

 

وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ: أي فتصدقوا ولو بمقدار نصف تمرة، أو ببعضها، والمعنى ولو بشيء يسير منها أو من غيرها؛ فإنه حجاب وحاجز بينكم وبين النار؛ فإن الصدقة جُنة.

 

ما يستفاد من الحديثين:

1- استحباب التعوذ من النار عند ذكرها.

 

2- وجوب فعل الطاعة، واجتناب المعصية.

 

3- الحث على الصدقة، والاستكثار من الأعمال الصالحة.

 

4- الحث على الكلم الطيب.

 

5- إثبات الكلام لله عز وجل .

 

6- جميع الخلق سيكلمهم الله مباشرة من دون ترجمان ولا واسطة، ويسألهم عن جميع أعمالهم، خيرها وشرها، دقيقها وجليلها، ما علمه العباد وما نسوه منها.

 


[1] متفق عليه: رواه البخاري (6023)، ومسلم (1016).

[2] متفق عليه: رواه البخاري (7512)، ومسلم (1016).