لهذا خلقنا

منذ 2025-02-03

قال سول الله صلى الله عليه وسلم:  «كل أُمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى».

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  «كل أُمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى».

 

ولفعل الواجبات علينا أن نتعلم ذلك من القرآن وتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، والعلماء بعدهم؛ ومن الأحاديث الصحيحة، وأهم واجب علينا هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله.

 

قد يتعجب البعض منا وذلك أننا نشهد لله بالوحدانية، وهل نعلم أن لا إله إلا الله تعني لا معبود بحقٍّ إلا الله؟ نعم، وعلينا أن نُثبِت لله الصفات والأسماء التي ذُكرت في القرآن والسنة، كما هي من دون تأويل ولا تعطيل؛ فمثلًا: الكثير يعتقد أن الله في كل مكان وهذا جهل بصفات الله؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4].

 

فالله في السماء مستوٍ على العرش، ومع ذلك يعلم ما في الأرض والسماء، وهو بصير بما نعمل من خير أو شرٍّ، عملًا فعليًّا أو عملًا قلبيًّا.

 

قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 5، 6].

 

عن حذيفة رضي الله عنه قال: ((قام النبي صلى الله عليه وسلم فدعا الناس، فقال: «هلموا إليَّ»، فأقبلوا إليه فجلسوا فقال: «هذا رسول رب العالمين جبريلُ عليه السلام نفث في رُوعي؛ أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ عليها، فاتقوا الله وأجْمِلوا في الطلب، ولا يحملنَّكم استبطاء الرزق أن تأخذوه بمعصية الله؛ فإن الله لا يُنال ما عنده إلا بطاعته».

 

إن دعاء الأموات من الرجال الصالحين، كما يُقال: مدد يا شيخي فلان؛ يعني: فرَّج همي ومُدَّني بالنعم، هذا عمل شركي، فإنهم لا يقدرون على شيء، بل هم من يحتاجون إلى الدعاء لهم وليس دعاءهم، فلا بد أن نُفرد العبادة لله وحده، ونتوكل عليه وحده، ولا ندعو سواه؛ فالدعاء هو العبادة كما قال عليه الصلاة والسلام، فإن حققنا واجبنا، دخلنا ضمن حق الله علينا؛ وهو أن يرزقنا حلالًا من حيث نحتسب ومن حيث لا نحتسب في الدنيا، ويُدخلنا الجنة في الآخرة.

 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: إنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول:  «لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير تغدُو خِماصًا وتروح بطانًا».

 

والحمد لله رب العالمين.

___________________________________________________
الكاتب: محمد همام السعدي