من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: ذو الجلال والإكرام

منذ يوم

& قال ابن عباس رضي الله عنهما, في قوله عز وجل: { ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ } [الرحمن:27] ذو الكبرياء والعظمة.

     

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أسماء الله الحسنى: ذو الجلال والإكرام, وللسلف رحمهم الله أقوال في معني هذا الاسم, وبعض الفوائد المتعلقة به, جمعت بعضًا منها, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

& قال ابن عباس رضي الله عنهما, في قوله عز وجل: { ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ } [الرحمن:27] ذو الكبرياء والعظمة.

& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: " ذي الجلال" يعني: ذي العظمة. 

و" الإكرام"  يعني: ومن له الإكرامُ من جميع خلقه.

& قال الإمام ابن مندة رحمه الله: من أسماء الله عز وجل المضافة إلى صفاته وأفعاله

& قال قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: ومن الأسماء المضافة: ذو الجلال والإكرام, والمعنى أن الله مستحق أن يجل, ومستحق أن يكرم ولا يكفر, وقيل: معنى الإكرام: إكرامه عباده الصالحين بأن يحلهم دار كرامته, فيكون الإكرام من قبله للعباد, لا من العباد له.

& قال الإمام البغوي رحمه الله: " ذو الجلال" ذو العظمة والكبرياء. و " الإكرام" أي مكرم أنبيائه وأوليائه بلطفه مع جلاله وعظمته.

& قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: وهو سبحانه ﴿ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ﴾ فهو المستحق أن يجل, ولأن يكرم, والاجلال يتضمن التعظيم, والإكرام يتضمن الحمد والمحبة.

وقوله ( الأكرم ) يقتضي اتصافه بالكرم في نفسه, وأنه الأكرم وأنه محسن إلى عباده, فهو مستحق للحمد لمحاسنه وإحسانه. 

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: حقيقة العبادة هي الحبُّ والذلُّ, وهذا هو الإجلال والإكرام الذي وصف به نفسه سبحانه في قوله تعالى: {﴿ تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾} [الرحمن:78] وأصح القولين في ذلك: أن الجلال هو التعظيم, والإكرام هو الحب.

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ذو الجلال والإكرام, أي: هو أهل أن يُجلّ فلا يعصى, وأن يطاع فلا يخالف....وأن يكرم فيعبد, ويشكر فلا يكفر, وأن يذكر فلا ينسى.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: ذو الجلال والإكرام, وردت في القرآن مقرونة في عدة مواضع, وقال صلى الله عليه وسلم: (( ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام )) وهذان الوصفان العظيمان للرب يدلان على كمال العظمة والكبرياء والمجد والهيبة, وعلى سعة الأوصاف وكثرة الهبات والعطايا, وعلى الجلال والجمال, ويقتضيان من العباد أن يكون الله هو المُنعم المحبوب الممجّد المحمود المخضوع له المشكور, وأن تمتلئ القلوب من هيبته وتعظيمه وإجلاله ومحبته والشوق إليه.

& قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله: قوله: {﴿ ذُي ٱلۡجَلَٰلِ ﴾ } أي: صاحب الجلال والعظمة سبحانه الذي لا شيء أجل ولا أعظم منه.

{﴿وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾} لله الذي يكرم عما لا يليق به. وقيل: الذي يكرم عباده الصالحين بأنواع الكرامة في الدنيا والآخرة, والله أعلم,

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: {﴿ ٱلۡجَلَٰلِ ﴾ } معناه: العظمة والسلطان.

{﴿وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾} هي مصدر من أكرم, صالحة للمُكرِم, والمُكرَم, فالله سبحانه وتعالى مُكرَم, وإكرامه تعالى القيام بطاعته. ومُكرِم لمن يستحق الإكرام من خلقه بما أعدّ لهم من الثواب. 

والذي نستفيده من الناحية المسلكية في...قوله تعالى: {﴿ تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾} [الرحمن:78] إذا علمنا أن الله تعالى موصوف بالجلال, فإن ذلك يستوجب أن نعظمه وأن نجله, وإذا علمنا أنه موصوف بالإكرام فإن ذلك يستوجب أن نرجو كرمه وفضله. وبذلك نعظمه بما يستحقه من التعظيم والتكريم.

& قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد السلمان رحمه الله: قوله: {﴿ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ ﴾} أي: ذو العظمة والكبرياء. وقوله: {﴿وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾} يحتمل أن يكون بمعنى أنه يكرم أنبياءه ورسله وأولياءه وعباده المؤمنين كما قال تعالى: {﴿ وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ ءَادَمَ ﴾} [الإسراء:70] وقيل: المستحق لأن يُجلّ ويكرم بتوحيده وتسبيحه وعبادته. والإجلال يتضمن التعظيم والتنزيه, والإكرام يتضمن الحمد, والمحبة.

& قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: قوله: {﴿ وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾} [الرحمن:27] {﴿ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ ﴾} أي: العظمة والكبرياء

 ﴿وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾ أي: المكرم أنبيائه وعباده الصالحين. وقيل: المُستحق أن يُكرم عن كل شيء لا يليق به. والشاهد من الآيات: أن فيها إثبات اسم الله وتعظيمه وإجلاله

& قال الشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر: الجلال يتضمن التعظيم, والإكرام يتضمن الحمد والمحبة.

                           كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ