لمن يُريد الجنة
بناء المساجد، وكفالة الأيتام، وإغاثة المحتاج، من أعظم أعمال النوافل وأيسرها ، لكنها لا تُقرِّب إلى الجنان، ولا تُنجي من العذاب، إذا ضُيّعت الفرائض، وارتكبت المنهيات.
بناء المساجد، وكفالة الأيتام، وإغاثة المحتاج، من أعظم أعمال النوافل وأيسرها ، لكنها لا تُقرِّب إلى الجنان، ولا تُنجي من العذاب، إذا ضُيّعت الفرائض، وارتكبت المنهيات.
ففي الحديث { (مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)} رواه البخاري، وفي الحديث الآخر: «(إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)» صححه الألباني.
وقال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما: (يا عمر! إن لله حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، وحقاً بالنهار لا يقبله بالليل، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدّى الفريضة).
ولعل من أبرز أسباب تضييع هذه الأولويات عند بعض المسلمين، أن هذه النوافل المذكورة ونحوها سهلة الأداء، لأنها تؤدى مرة واحدة، ولا تحتاج إلى مداومة ومجاهدة كأداء الفرائض كالصلاة ونحوها.
ومن الأسباب أيضاً: استحضار بعض المسلمين الأحاديثَ الواردة في فضل تلك النوافل ([1] ) دون ربطها بالآيات والأحاديث التي تؤكد على وجوب أداء الفرائض، وبيان أهميتها.
وقد كان من فقه الصحابة أنهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ الأعمال أفضل؟ وأيّها خير؟. فإذا أجابهم، لم يكتفوا بذلك، بل أردفوا سؤالهم بسؤال: ثمّ أيّ؟، وهذا من تمام فقههم وحرصهم رضي الله عنهم على معرفة فقه الأولويات ومراتب الأعمال. فما أحسن أن نقتدي بهم.
كتبه / منصور بن محمد المقرن
- التصنيف: