أتدري لماذا يُهاجِم المبتدعةُ علماء أهل السنة والجماعة؟

منذ 9 ساعات

إنّ أهل السنة والجماعة، المتّبعون للكتاب والسنة، على فهم سلف الأمة: هم أعلم الناس بالحقّ وأرحمهم بالخلق، كما وصف الله تعالى به المسلمين بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.

إنّ أهل السنة والجماعة، المتّبعون للكتاب والسنة، على فهم سلف الأمة: هم أعلم الناس بالحقّ وأرحمهم بالخلق، كما وصف الله تعالى به المسلمين بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، قال أبو هريرة رضي الله عنه: "كنتم خير الناس للناس".

فهم لا يظلمون من خالفهم، ولا يبخسونه حقّه، ولا يجحدون صوابًا جاء به، بخلاف غيرهم، فأكثر أصحاب الفرق الضالة، والأهواء والبدع يظلمون أهل السنة والجماعة، ويبخسونهم حقّوقهم، ويجحدون الصواب الذي جاؤوا به، ويلمزون علماءهم وينْتقصونهم، بل ويكذبون عليهم.

فهذا يقول: ابن عثيمين – رحمه الله – يكفّر علماء الأزهر، والآخر ينْتقص المحدّث العلامة الألباني  – رحمه الله – ويقول: من يتبنّى منهج الألباني فقد ضعّف ((السنة كلّها))!!
هل يقول هذا عاقل؟
وهل ينطق بهذا من عنده ذرّة من إنصاف ودين؟
وأين التثبّت؟ والله قد أمرنا أن نتثبّت.

وأين العدل الذي أمرنا الله به في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

وما جمل ما قاله ابن القيم رحمه الله عن هؤلاء الذين يطعنون في أهل السنة لأجل تمسّكهم بالسنة، وعدم الأخذ بالآراء المخالفة لها: "فإذا كان الله قد نهى عبادَه أن يحملهم بغضهم لأعدائهم على أن لا يعدلوا عليهم، مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله، فكيفَ يسوغُ لمن يدِّعي الإيمانَ أن يحمله بغضُه لطائفةٍ منتسبةٍ إلى الرسول تصيبُ وتخطئ على أن لا يعدلَ فيهم، بل يجرِّد لهم العداوة وأنواع الأذى، ولعله لا يدرى أنهم أولى بالله ورسوله وما جاء به منه علمًا وعملًا ودعوةً إلى الله على بصيرة، وصَبْرًا من قومهم على الأذى في الله، وإقامةً لحجةِ الله، ومعذرةً لمن خالفهم بالجهل، لا كمن نصبَ مقالةً صادرةً عن آراءِ الرجال، فَدَعَا إليها، وعاقَبَ عليها، وعادَى من خالفها بالعصبية وحمية الجاهلية، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به". [بدائع الفوائد (2/ 650)].


وإنّ من انحرف في علاقته مع الله علمًا وعملا واعتقادًا سينْحرف – ولابدّ – في علاقته مع عبادِه ظلمًا وبغيًا وجورًا.
فالتّقْصير في حقوق الناس هو فرْعٌ عن التّقصير في حقّ الله.

ومن كمُل أدبُه مع الله علمًا وعملا واعتقادًا وحالاً كمُل أدبُه مع عباده، ولذلك لَمَّا كان النبيّ صلى الله عليه وسلم أكملَ الناس أدبًا مع الله كان أكمل الناس أدبًا مع الناس.

وكلّ هذا الحقد من هؤلاء علينا وعلى علمائنا إنما هو لأجل تمسّكنا بالكتاب والسنة، وأخذنا بفهم وعلم وعمل سلف الأمة بحمد الله ومِنَّتِه وفضلِه.
نسأل الله الثبات على دينه، والعصمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.