فتاة معجبة بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم

منذ 2012-01-27
السؤال:

أنا فتاة معجبة كثيراً بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم. فهل يجوز لي أن أحبه، وأتمنى أن يكون زوجاً لي في الجنة؟ هل يحرم علي مثل هذا التفكير؟

الإجابة:

الحمد لله،

لا شك أن من الإيمان محبة النبي صلى الله عليه وسلم بل تجب محبته فوق محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "" صحيح مسلم (ح: 44) وقال سبحانه وتعالى: {} [الأحزاب: 6] كما تجب طاعته في كل أمر ونهي، وتصديقه في كل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، والتسليم لحكمه والرضا بحكمه، قال تعالى: {} [الحشر: 7] وقال: {} [النساء: 65].
وهذا تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله.

والإعجاب بالنبي صلى الله عليه وسلم بمعنى محبته؛ لأنه رسول الله، ولأنه على خلق عظيم كما وصفه الله، فهذا الإعجاب وهذه المحبة حق، وأعظم ثمراتها اتباعه صلى الله عليه وسلم وذلك برهان على محبة العبد لربه، وسبب لنيل محبة الله، قال تعالى: {} [آل عمران: 31].

ولم يرد عن واحدة من المؤمنات الصحابيات الدعاء بأن تكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وهن أعظم حبّاً للنبي صلى الله عليه وسلم من غيرهن، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تكون لـه زوجات من المؤمنات سوى أمهات المؤمنين، فإنه قد اتفق أهل السنة على أنهن زوجاته في الجنة، وخيرهن وأفضلهن خديجة وعائشة، رضي الله عنهن جميعاً.

وعلى هذا فلا يجوز لك أن تتمني، أو أن تدعي أن تكوني زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ فإن سؤال ما لا يمكن من التعدي في الدعاء، بل سلي الله الجنة، وسليه الفردوس الأعلى؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "" رواه البخاري (ح: 2790)، ولابد أن يُتْبع هذا الدعاء بالجد والاجتهاد في طاعة الله، والاستقامة؛ فإن ذلك هو السبب للفوز بالجنة. قال تعالى: {} [التوبة: 71-72].

وقال تعالى: {} [الحديد: 12].

فهذا هو الطريق لنيل السعادة الأبدية، نسأل الله أن يوفقك -أيتها السائلة- للفوز بجنات النعيم. والله أعلم.

 

تاريخ الفتوى 13-7-1426 هـ. 

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود