مسابقات الإس إم إس

منذ 2012-02-01
السؤال:

انتشر مؤخرًا بعدد من الفضائيات الإسلامية مسابقاتٌ يَتِمُّ فيها طرْحُ سؤالٍ سهلٍ، ويقوم المشاهدون بإرسال الإجابات عن طريق الرسائل الهاتفية القصيرة. وطبعا، كلَّما زِدْتَ عدد الرسائل قَوِيَتْ فرصتُك في الرِّبْحِ: أليس هذا هو القمار بأم عينه؟ 

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:

فهذه المسابقات من الميْسِر، وقمارٌ من نوع جديد، وقد وصفه بعضُ المعاصرين بـ "القمار الهاتفي" وهو الذي لا يخلو الداخل فيه من أن يكون غانمًا إِنْ أَخَذَ، أو غارمًا إن أَعْطَى؛ كما عرَّفه الماوَرْدِيُّ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "القمار هو المخاطرة الدائرة بين أن يغنم باذِلُ المال أو يغرم أو يسلم". وهذا الوصف متحقق في تلك المسابقات؛ فهي معامَلة دائرة بين الغرم والغنم، ولا يدري فيها المتسابق هل يكون غانمًا أو غارمًا؟ والغانم فيه يَغْنَمُ في غير مقابل، أو في مقابل ضئيل، وهنا يغرم المشترك ثمن اتصاله الهاتفي أو رسالة جوال - وغالبًا ما يكون السعر أكثر من السعر العادي- على أمل أن يغنم مبالغ كثيرة، وقد لا يغنم شيئًا.

وقد حرم الله الميسر وجَعَلَهُ قرينًا للخمر؛ قال الله تعالى: {} [المائدة: 90،91]، وقال الله تعالى: {} [البقرة: 188]، وقال تعالى: {} [النساء: 29].

وقد أفتت اللجنة الدائمة بحُرْمَةِ تلك المسابقات؛ لأنها من الميسر "القمار" الذي حرَّمه الله في كتابه، كما أصدر مجلس هيئة كبار العلماء قرارًا بتحريم المسابقات التجارية،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام