مقولة: "بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم الكمال البشري"
ما الكمال البشري؟ وهل يصح أن يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الكمال البشري. بمعنى أنه كامل كمالاً بشريًّا أم لا؟
الحمد لله،
قال تعالى: {} [الذاريات:56]. وقال تعالى: {} [البقرة:21]. فدلت الآيتان على أن الله خلق الجن والإنس لعبادته، وأن العبادة فرض على جميع الناس، ووصف أولياءه وأنبياءه وملائكته بالعبودية، فقال سبحانه للملائكة: {} [الأنبياء:26]. وقال: {} [الفرقان: 63]. وقال سبحانه: {} [النمل: 59].
ووصف محمدًا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في أعلى المقامات؛ في مقام النِّذارة والدعوة وفي الإسراء، وفي مقام التحدي بالقرآن، فقال سبحانه: {} [الجـن:19]. وقال: {} [الإسراء: 1]. وقال: {} [الفرقان:1]. وقال: {} [البقرة: 23].
وشرف الإنسان وكماله بحسب تحقيقه لمقام العبودية، وأكمل البشر عبودية هم الأنبياء والرسل، وأكملهم على الإطلاق محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان سيد ولد آدم، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم (2378)، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "". ومن كمال عبوديته كمال خلقه، وقد أقسم الله على ذلك في قوله: {} [القلم:1]. إلى قوله تعالى: {} [القلم:4].
ومما يظهر الله به كماله يوم القيامة أن يبعثه المقام المحمود الذي يحمده به الأولون والآخرون، كما قال تعالى: {} [الإسراء:79]. وذلك حين يتراد الأنبياء الشفاعة، ثم ينهض بها صلى الله عليه وسلم فيأتي ربه، قال: "". ثُمَّ يقال له: "ارفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ" (رواه البخاري (4476) ومسلم (193)، من حديث أنس، رضي الله عنه). والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 29-11-1425 هـ.
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود
- التصنيف:
- المصدر: